٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) محمد (بَلْ هُوَ الْحَقُ) والدليل القاطع على ذلك أن القرآن يحتكم إلى العقل ، ويقول للذين جحدوا وعاندوا : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) ـ ٢٤ محمد ... (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ـ ٥١ هود» وقرأت الكثير من أقوال الغربيين عن عظمة القرآن وأكتفي هنا بما جاء في جريدة أخبار اليوم المصرية ت ٢٨ ـ ١٠ ـ ١٩٧٢ : قال «هيرشفيلد» : ليس للقرآن مثيل في قوة إقناعه وبلاغته وتركيبه ، وإليه يرجع الفضل في ازدهار العلوم بكافة أنواعها (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) في الفترة الكائنة بين عيسى ومحمد جمعا بين هذه الآية والآية ١٩ من المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) ..
٤ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) كناية عن الأطوار أو الدفعات (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) أي سيطر واستولى ، وتقدم مرات ، منها الآية ٥٤ من الأعراف.
٥ ـ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ) والمراد بها هنا الرفعة والعلو ، لأن الله سبحانه وراء الطبيعة بأرضها وسمائها ، والمعنى هو وحده الخالق والمدبر (إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) أي يرجع الأمر كله إليه وحده كما قال سبحانه : (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ـ ١٠٩ آل عمران» (فِي يَوْمٍ) وهو يوم القيامة (كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) كناية عن طول الأمد ، أو أن العمل الذي يستغرق في الآخرة ٢٤ ساعة يحتاج في الدنيا إلى ألف سنة.
٦ ـ (ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ) أي أن الذي خلق ودبّر وإليه ترجع الأمور هو العالم العزيز الذي ليس كمثله شيء الرّحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.
٧ ـ ٨ ـ (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) كل شيء متقن ومحكم من أعلى السموات إلى أدنى الثرى ، فهل هذا صدقة ومجازفة؟ : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) ـ ٥٣ فصلت» بهذا يفتح سبحانه باب العلم به لا بالغيب المحض لأن المدلول لا يكون دليلا (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ) آدم الأب الأول (مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ) من سلّ شيئا من شيء أي انتزعه برفق (مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) ضعيف وهو المني.
٩ ـ (ثُمَّ سَوَّاهُ) الضمير لآدم (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) وهبه الحياة ، وتقدم في الآية ٢ من الأنعام و ١٢ من «المؤمنين».
١٠ ـ (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا) تفرقت أجسامنا وصارت ترابا ، وتقدم مرات ، منها في الآية ٥ من الرعد.
___________________________________
الإعراب : تنزيل خبر لمبتدأ محذوف أي هذا تنزيل ، وقال أبو حيان الأندلسي : تنزيل مبتدأ ، ومن رب العالمين خبر ، ولا ريب فيه جملة معترضة. أم يقولون (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة. ومن ربك والمصدر من لتنذر يتعلقان بمحذوف حالا من الحق.