٥٣ ـ (وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ) عن الحق وردعهم عن الضلال (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) أي من يريد الإيمان بالحق لوجه الله والحق ، أما الانتهازيون فدينهم في بطونهم وجيوبهم لا في رؤوسهم وقلوبهم.
٥٤ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) وهو ضعف الإدراك والجسم في الأطفال (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) وهي قوة الشباب وزهرة الحياة (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً) وهو ضعف الهرم والشيخوخة ، والغرض من هذه الإشارة أن الإنسان يمر بالعديد من الأطوار والأدوار ، وكلها تذهب بسرعة مع الريح ، والعاقل ينتهز فرص الخير والعمل الصالح ليوم الخوف الأكبر وحسابه وجزائه.
٥٥ ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) القيامة (يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا) في الدنيا أو في القبور (غَيْرَ ساعَةٍ) تقدم في الآية ١١٣ من «المؤمنون».
٥٦ ـ (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) يرد آنذاك العلماء المؤمنون على المجرمين بأنكم لبثتم على وجه الأرض وفي بطنها منذ ولدتم إلى هذا اليوم الذي بعثتم فيه.
٥٧ ـ (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ) لا عذر يدفع ، ولا حميم ينفع أبدا لا شيء إلا العمل الصالح (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) المراد بالاستعتاب هنا الإقالة ، أي أن المجرمين يستقيلون ربهم فلا يقيلهم.
٥٨ ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ ...) تقدم في الآية ٥٤ من الكهف (وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ) يا محمد (بِآيَةٍ) معجزة (لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) ولما ذا الأنبياء والمصلحون مبطلون؟ لأنهم يقطعون سبيل البغي على الطغاة والسيطرة على الضعاف المعذبين.
٥٩ ـ (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
___________________________________
الإعراب : الله الذي خلقكم مبتدأ وخبر. وما لبثوا جواب القسم. ولئن اللام للتوطئة. وليقولن اللام في جواب القسم ، ويقولن يسد مسد جواب الشرط والقسم.