الباطل ، وهذا هو المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قيل لملك زال ملكه : ما الذي أزال ملكك؟ قال : أضعت حق الله والناس فضاع ملكي.
٤٢ ـ ٤٤ ـ (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يا محمد (فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ ...) لست النبيّ الوحيد الذي جاء بالبيّنات والمعجزات فكذبه قومه ، فمثلك وقبلك كثير وكثير (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) أي إنكاري عليهم بالهلاك والعذاب.
٤٥ ـ (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي كم قرية أهلكناها (وَهِيَ ظالِمَةٌ) مكذبة لرسلها ، وتقدم في الآية ٤ من سورة الأعراف (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) تهدمت حيطانها ، وخرت سقوفها ، وتقدم في الآية ٢٥٩ من سورة البقرة (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) عامرة بالماء ، ولكن لا يردها وارد (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ولكنه خافت صامت لا نفس فيه إلا للبوم والرياح.
٤٦ ـ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ...) تقدم في الآية ١٣٧ من آل عمران و ٣٦ من النحل.
٤٧ ـ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) يا محمد ساخرين (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) فالتعجيل أو التأجيل ليس بالشيء المهم ما دام العذاب نازلا بهم لا محالة (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) علام تستعجلون عذاب الآخرة؟ ويوم واحد منه أشد عليكم من عذاب ألف سنة من سنيّ الدنيا.
٤٨ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ ...) تقدم قبل قليل في الآية ٤٥ من هذه السورة ، وأعاد سبحانه لتوكيد الإنذار.
٤٩ ـ (قُلْ) يا محمد : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) هذه هي مهمتي ، أما تعجيل العذاب أو تأجيله فهو بيد الله وحده ، وتكرر هذا المعنى بالعديد من الأساليب.
٥٠ ـ (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ...) واضح ، وتقدم مرات.
٥١ ـ (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) أي سعوا فيها بالطعن عليها ، كقوله سبحانه : ويسعون في الأرض فسادا (مُعاجِزِينَ)
___________________________________
الإعراب : (فَكَيْفَ) خبر كان مقدم ، و (نَكِيرِ) اسمها ، والأصل نكيري وحذفت الياء تخفيفا. و (فَكَأَيِّنْ) أصلها أي فدخلت عليها الكاف كما دخلت على ذا ، وصارت كلمة واحدة ، وهي بمعنى كم الخبرية ، وكتبت بالنون في المصحف ـ كما في تفسير البحر المحيط ـ ومحلها الرفع بالابتداء ، وجملة (أَهْلَكْناها) خبر خلافا للزمخشري. و (هِيَ ظالِمَةٌ) مبتدأ وخبر ، والجملة حال من هاء أهلكناها. فهي خاوية مبتدأ وخبر ، والجملة عطف على جملة أهلكناها. وبئر وقصر عطف على القرية. فتكون منصوب بأن مضمرة لوقوع الفعل في جواب الاستفهام. والتي في الصدور صفة للقلوب. و (مُعاجِزِينَ) حال من واو سعوا.