٩٧ ـ (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) وهو قيام الساعة (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من هول المطلع وشدة الجزع ، وتقدم في الآية ٤٢ من إبراهيم (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) أي يقولون : يا ويلنا ... وتقدم في هذه السورة مرتين في الآية ١٤ والآية ٤٦ وهذي هي الثالثة ، وأيضا تقدم في الآية ٥ من الأعراف وأيضا يأتي ، والقصد من هذا التوكيد والتكرار أن نتقي الله ونحذر هذه النهاية الخاسئة المحزية.
٩٨ ـ (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) وإن قال قائل : وأية جدوى من حرق الأصنام ، وهي لا تحس وتشعر؟ ـ قلنا في جوابه : إنها وقود لعبدتها كما في الآية ٢٤ من البقرة.
٩٩ ـ (لَوْ كانَ هؤُلاءِ) الأصنام (آلِهَةً ما وَرَدُوها) إله يحرق في النار.! ١٠٠ ـ (لَهُمْ) لعبدة الأصنام والأهواء (فِيها زَفِيرٌ) التنفس بشدة (وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) لأنهم في شغل شاغل بآلامهم وأوجاعهم.
١٠١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) لما ذكر سبحانه أهل النار عطف عليهم أهل الجنة ، وأنهم عن النار (مُبْعَدُونَ).
١٠٢ ـ (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) مجرد توكيد لبعدهم عنها ونجاتهم منها (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) حياة دائمة وسعادة قائمة.
١٠٣ ـ (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) لا عند الموت ولا في القبر ولا عند البعث والنشر (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) تستقبلهم ملائكة التشريفات بالحفاوة والتكريم ، أما نشيدهم فهو (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) بالرضوان والجنان. وتقدم العديد من الآيات المنذرة والمبشرة.
١٠٤ ـ (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) السجل : الصحيفة ، والمراد بالكتب هنا الكلمات المسجلة فيها. والمعنى أن الله سبحانه يطوي جميع الكواكب يوم القيامة كما تطوي الصحيفة الحروف والكلمات ؛ ومثله تماما الآية ٦٧ من الزمر : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) يحيي سبحانه ، ويميت ثم يعيد الخلق إلى الحياة وهو على كل شيء قدير.
١٠٥ ـ (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) كتاب داود (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) من بعد صحائف إبراهيم وتوراة موسى (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها) في آخر الزمان (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) جاء في الكتب الصحاح ، منها سنن أبي داود : «قال رسول الله (ص) : «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».
___________________________________
الإعراب : والحق صفة للوعد. فإذا للمفاجأة ، و (هِيَ) ضمير القصة مبتدأ ، وابصار الذين كفروا مبتدأ ثان ، وشاخصة خبر المبتدأ الثاني.