٧٥ ـ (وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً) فاصلا في النزاع والخلاف بين الناس (وَعِلْماً) بدين الله وشريعته (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ ...) تقدم مفصلا في الآية ٨٠ وما بعدها من الأعراف والآية ٧٧ وما بعدها من هود.
٧٦ ـ ٧٧ ـ (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ ...) يشير سبحانه إلى قول نوح : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) ـ ٢٦ نوح ... (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) ـ ١٠ القمر» (فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) تقدم في الآية ٢٦ ـ ٤٩ من هود.
٧٨ ـ (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) في الزرع (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ) رعت الزرع ليلا (غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ) لحكم داود وسليمان على أن يكون أقل الجمع اثنان.
٧٩ ـ (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ) قال المفسرون ما يتلخص بأن رجلين تخاصما إلى داود : أحد هما صاحب زرع ، والآخر صاحب غنم ، فقال الأول : إن غنم هذا أفسدت زرعي ، واعترف الثاني ، فقضى داود أن يأخذ صاحب الزرع الغنم عوضا عن زرعه ، لأن قيمة الزرع كانت تعادل قيمة الغنم ، ولما علم بذلك سليمان قال لأبيه : الأرفق بالرجلين أن يأخذ صاحب الزرع الغنم ينتفع بها ، ويأخذ صاحب الغنم الأرض يصلحها حتى يعود الزرع كما كان ، وعندئذ يترادان ، فاستحسن داود حكم ولده. وقد تكون الحكمة في ذلك التنبيه إلى مكانة سليمان ، أو أن الحكم كان على ما قال داود ثم نسخ بما قال سليمان ، ويؤيد قوله تعالى : (وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) حيث شهد سبحانه لكل منهما أنه محق ومصيب. ولا وجه لذلك إلا النسخ كما نظن ونفهم.
(وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) ما من شيء إلا ويسبح بحمد الله تعالى بلسان ناطق أو بالدلالة على وجود الخالق أو بهما معا كما في الآية ٤٤ من الإسراء : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).
٨٠ ـ (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) المراد بصنعة اللبوس الدروع وفيه إيماء إلى أن أول من صنع الدروع هو داود وفي مجمع البيان أن لقمان الحكيم رآه يصنعها ولم يعرف الهدف منها ، ومع ذلك تريث ولم يسرع إلى سؤاله حتى فرغ داود ، فلبسها فقال : نعم لبوس الحرب ، ففهم لقمان وقال : الصمت حكمة وقليل فاعله.
___________________________________
الإعراب : وأقام أصلها إقامة. ولوطا مفعول لفعل محذوف أي آتينا لوطا آتيناه. وفاسقين صفة لقوم سوء. ونوحا معطوف على لوط.