السورة من زكريا إلى إدريس (وَمِمَّنْ حَمَلْنا) في السفينة (مَعَ نُوحٍ) وقد حمل معه من جملة من حمل ابنه سام ، ومن ذريته إبراهيم ، أما إسماعيل وإسحاق ويعقوب فهم من ذرية إبراهيم ، وإليهم الإشارة بقوله سبحانه : (وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) أما إسرائيل ـ أي يعقوب ـ فمن ذريته موسى وهرون وزكريا ويحيى وعيسى من جهة الأم (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) كل هؤلاء وغيرهم من المؤمنين الأتقياء (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) إذا ذكر الله سبحانه خروا ساجدين باكين خوفا من العقاب ورجاء الثواب.
٥٩ ـ (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) بسكون اللام ، والمراد به النسل الطالح كما قال سبحانه : (أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) ذكر سبحانه الأنبياء ومن اتبعهم من الصالحين ، وأثنى عليهم ، وعقب بمن جاء بعدهم كاليهود والنصارى ، ونعتهم بالضلال والفساد ... وعين الشيء يقال في المسلمين بنص القرآن الكريم : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) ـ ١٤٤ آل عمران» وفي الحديث : بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود كما بدأ غريبا ... لتتبعن سنن من كان قبلكم. (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) شرا وعذابا جزاء على تمردهم وضلالهم.
٦١ ـ ٦١ ـ (إِلَّا مَنْ تابَ ...) لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
٦٢ ـ (لا يَسْمَعُونَ فِيها ...) لا حقد ولا حسد ولا كذب وخداع في الجنة ، ومن أجل هذا لا يدخلها حاسد وحاقد وكاذب ومخادع ، كما قال سبحانه :
٦٣ ـ (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) والتقي هو الذي يراعي الله والحق في سلوكه وتصرفاته وحتى في حال الغيب قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ـ ١٢ الملك» والمراد بالغيب هنا أن تتقي الله ، وأنت في أمن وأمان من سوء العاقبة في الحياة الدنيا.
٦٤ ـ (وَما نَتَنَزَّلُ) الوحي من السماء (إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) استبطأ رسول الله (ص) نزول الوحي عليه ، لما جاء به جبريل قال له : ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت هذه الآية ، والمعنى الأمر لله وحده (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) بل يفعل أو يترك بحكمة وعلم.
٦٥ ـ (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) ومن
___________________________________
الإعراب : (إِلَّا مَنْ تابَ) استثناء متصل من ضمير يلقون. وشيئا مفعول مطلق. و (جَنَّاتِ) عدن بدل من الجنة في قوله : يدخلون الجنة. وبالغيب متعلق بمحذوف حالا من (جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي كائنة بالغيب. وضمير انه يعود إلى الله. و (سَلاماً) مستثنى منقطع أي ولكن يسمعون سلاما. و (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بدل من رب ، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي هو رب السموات.