(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) حدث اليهود يا محمد عن الذين زاغوا من أسلافهم وما آل إليه أمرهم ، عسى أن يعتبروا بمن مضى ، ويعلموا أنك تنطق بوحي من الله سبحانه ، فتقوم الحجة لله ولك عليهم.
١٧٧ ـ (ساءَ) فعل ماض والفاعل مستتر أي ساء المثل (مَثَلاً) تمييز (الْقَوْمُ) مبتدأ وخبره جملة ساء (الَّذِينَ كَذَّبُوا) بدل من القوم (وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) أي وكانوا يظلمون أنفسهم.
١٧٨ ـ (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) ان المهتدي حقا وواقعا هو من كان عند الله مهتديا حتى ولو كان عند الناس من الضالين (وَمَنْ يُضْلِلْ) أي من كان ضالا عند الله لا عند الناس (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) حتى ولو كانوا في الدنيا سادة وقادة.
١٧٩ ـ (وَلَقَدْ ذَرَأْنا) خلقنا (لِجَهَنَّمَ) اللام للعاقبة مثل لدوا للموت (كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) خلق سبحانه العقلاء ، ومنحهم مع العقل الحرية والقدرة ، وأمرهم ونهاهم ، فمنهم سمعوا وأطاعوا فدخلوا الجنة ، وكثير منهم عصوا وتمردوا فدخلوا النار بسوء اختيارهم (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ـ ٤٦ فصلت». (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) العقل من شأنه أن يدرك ، وأيضا من شأن العين أن تبصر والاذن أن تسمع ، ولكن إذا طغت العاطفة فلا إدراك ولا سمع ولا بصر إلا لها ، وأي عاقل يصدق رأي الوالدة في ولدها ، والعدو ضد عدوه (أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) غير المغفول عنهم.
١٨٠ ـ (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) كل أسمائه تعالى على مستوى واحد في الحسن حيث لا حالات متعددة ولا صفات متغايرة للذات القدسية (فَادْعُوهُ بِها) بأي اسم شئتم ، فكل واحد منها يعبر عن تنزيهه وتعظيمه ، وليس لله اسم أعظم واسم غير أعظم (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) ينحرفون بها إلى الأصنام كاشتقاق كلمة اللات من الله والعزى من العزيز.
١٨١ ـ (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ) بعد أن أشار سبحانه في الآية السابقة أن كثيرا من الجن والإنس للنار. أشار هنا أن أمة أو جماعة للجنة.
١٨٢ ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) قد تتابع النعم على الإنسان ، فيتمادى في طغيانه ذاهلا عن المخبآت والمفاجئات حتى إذا قال الناس : طوبى له فاجأته ساعة السوء.
١٨٣ ـ (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) والمراد بكيده سبحانه انه تعالى يمهلهم حتى إذا ركنوا إلى ما هم فيه أخذهم من حيث لا يشعرون. وفي نهج البلاغة : الحذر الحذر ، فو الله لقد ستر حتى كأنه قد غفر.