٤٣ ـ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) وألف تف وأف على الحقد والبغضاء ، والحسد والعداء (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا) إلى طريق جنته ورضوانه ، والبعد عن غضبه ونيرانه (وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) برسله وكتبه (لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) أخبرهم الرسل بالجنة فآمنوا بالغيب ، ولما شاهدوها عيانا فرحوا ، وأصبح الغيب مشهودا (وَنُودُوا أَنْ) بمعنى أي (تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها) هي حق لكم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فنعم أجر العاملين.
٤٤ ـ (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ ..) إن أصحاب الجنة على علم اليقين بأن أصحاب النار قد وجدوا صدق الوعيد والتهديد ، ولكن السؤال لمجرد الشكر على ما أنعم الله عليهم ، وتذكير من كان يسخر منهم في الحياة الدنيا «فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ـ ١٠ الأنعام» (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) أعلن معلن (بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ) عذابه (عَلَى الظَّالِمِينَ) وفي نهج البلاغة : يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
٤٥ ـ (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن الحق ، وقد يكون الصد بقوة السلاح ، وبالكتمان والإخفاء ، وبالتضليل والدعايات الكاذبة في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام (وَيَبْغُونَها) الهاء تعود إلى السبيل (عِوَجاً) كذبا ونفاقا وغشا وخداعا.
٤٦ ـ (وَبَيْنَهُما) أي بين الجنة والنار أو أهليها (حِجابٌ) وهو الأعراف الذي أشار إليه سبحانه بقوله : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) أهل الأعراف يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بعلامات تدل عليهم. (وَنادَوْا) أهل الأعراف (أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) وهنيئا لكم بما أسلفتم في الأيام الخالية (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) في دخول الجنة ، لأنهم كانوا يؤمنون بالله ومغفرته.
٤٧ ـ (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ
____________________________________
الإعراب : وتسبك ان وهدانا بمصدر مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي لو لا هداية الله حاصلة لنا. و (أَنْ تِلْكُمُ أَنْ) مفسرة بمعنى أي ، وتلكم مبتدأ ، و (الْجَنَّةُ) عطف بيان ، وجملة (أُورِثْتُمُوها) خبر المبتدأ. ان قد وجدنا (أَنْ) مفسرة بمعنى أي ، ومثلها ان لعنة الله. و (حَقًّا) حال من (ما وَعَدَنا) ويجوز أن تكون مفعولا ثانيا لوجدنا على ان تتضمن معنى علمنا. (عِوَجاً) حال من واو يبغونها أي يبغونها معوجين أو ضالين ، وقال الطبرسي في مجمع البيان : ان عوجا مفعول به على معنى يبغون لها العوج. (تِلْقاءَ) منصوب على الظرفية ، والعامل فيه صرفت.