ما صغر منه وما
كبر حتى «القلائد» لنكون على علم اليقين بأن ما من شيء إلا وفيه كتاب وسنة كيلا
يترك مجالا لأي إنسان أن يفتي ويحكم برأيه.
١٠٠ ـ (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ) وهو كل ما نهى الله عنه من قول أو فعل ، ومن الناس كل من
عصى حكما من أحكام الله (وَالطَّيِّبُ) هو ما لم يرد فيه نهي قولا كان أو فعلا ، ومن الناس من
أطاع الله في جميع أحكامه (وَلَوْ أَعْجَبَكَ
كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) والكثرة هنا كناية عن بهجة الدنيا وزينتها ومتاعها
وحلاوتها ، والمعنى الرجل الفاضل الطيب من يسارع إلى الخيرات لا من يأكل الطيبات
ويشبع الشهوات.
١٠١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) ما لكم وللسؤال عما لا يسألكم الله عنه غدا ، ولا صلة له
بحياتكم من قريب أو بعيد ، وقد يكون في الجواب عنه ما تكرهون (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ
يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ) اسألوا عن أحكام ما تمارسونه بالفعل ، واسكتوا عما عدا ذلك
حتى ينزل به الوحي على الرسول ، فإن نزل الوحي واقتضى الشرح والتوضيح سألتم النبي (ص)
، فيبين لكم.
١٠٢ ـ (قَدْ سَأَلَها) الضمير للأشياء التي جوابها يسوء السائل (قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ
أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) في الروايات أن بني إسرائيل كانوا يسألون أنبياءهم ، فإذا
أمروا بها تركوها فهلكوا.
١٠٣ ـ (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ) إذا أنجبت الناقة خمسة أبطن شقوا أذنها وحرموا ركوبها (وَلا سائِبَةٍ) كان الجاهلي يقول : إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضي
فناقتي سائبة ، فتكون تماما كالبحيرة (وَلا وَصِيلَةٍ) كانوا إذا ولدت الناقة ذكرا وأنثى في بطن واحد قالوا وصلت
أخاها ، ولم يذبحوا الذكر لأجلها (وَلا حامٍ) كانوا إذا نتج من صلب الجمل عشرة بطون قالوا قد حمى ظهره ،
فلا يركب ولا يحمل عليه. وهذه الأحكام ذهبت مع وقتها ، ولا جدوى وراء التطويل
والتحليل.
١٠٤ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما
أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى
____________________________________
الإعراب : قال أبو
البقاء : الأصل في أشياء عند الخليل وسيبويه شيئا بهمزتين بينهما ألف ، وهي فعلاء
من لفظ شيء ، وهمزتها الثانية للتأنيث ، وهي مفردة في اللفظ ، ومعناها الجمع ، مثل
قصباء وطرفاء ، ولأجل همزة التأنيث منعت من الصرف ، ثم أن الهمزة الأولى التي هي
لام الكلمة قدمت ، فجعلت قبل الشين كراهية وجود همزتين بينهما ألف ، فصارت أشياء.