ورفع الحالات الحسنة والاخلاق الحميدة عنها واحداث الكدرة والاخلاق السيّئة والحالات المذمومة الرديّة فيها فإن هذه التأثيرات يحصل من الحرام الواقعي وان لم يعلم الفاعل انّه حرام ، ولاشكّ انّه لا يترتّب عليه العقاب ولكن هذه التأثيرات لاينفكّ عنه ولذا يأمر العرفاء من يريد كسب صفاء النّفس وتهذيب الاخلاق بالاجتناب عن جميع الشّبهات فانّها ان كانت حراماً اثرّت اثره وان لم يترتب عليه العقاب فإنّ كثيراً من العرفاء اعترفوا وكتبوا في مصنّفاتهم وكتبهم وبيّنوا في مؤلّفاتهم وزبرهم بأنّهم بمجرّد فعل بعض المحرّمات الواقعيّة الّتي ما كانوا عالمين به زال عنهم صفاء النّفس وحدث الكدروة بل وفي بعض النّاس المحرّمات الواقعيّة يضرّ بأبدانهم وان لم يكونوا عالمين بها فأنّي عثرت على شخص إذا اكل شيئاً محرّماً وإن لم يكن عالماً به عرض له بمجرّد الاكل الخفقان واضطراب القلب في غاية الشدّة.
فالمراد من الهلاكة هو هذه الامور ولاشكّ انّها نوع من الهلاكة وبالجملة من تأمّل يجد انّ الحرام من حيث انّه حرام موجب لاحداث شقاوة في النّفوس الانسانيّة ولذا حرّمه الشارع وهذا أحد اسرار الخفيّة والفائدة العظيمة لارسال الرسل وانزال الكتب.
قال : سيّدنا الصّادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده حين سئل لم حرّم الله الخمر والميتة والدّم ولحم الخنزير :
انّ الله تعالى لم يحرّم ذلك على عباده واحلّ سواه رغبة منه فيما