وامكان ادراك العقل الوجوب والحرمة العقليّين مبنى على ماهو التحقيق عندنا من كون الحسن والقبح عقليّين ـ وتحقيق القول فيه يليق بموضع ـ آخر فيمكنه ان يحكم بانّ بعض الافعال واجب في الواقع بالمعنى المذكور كوجوب قضاء الدين وردّ الوديعة وبعضها حرام كازهاق النّفس ظلماً ، بل يمكنه ادراك المستحبّ العقلي ايضاً كاستحباب الاحسان.
وقد ذكر ذلك جمع من علمائنا منهم المحقّق في «المعتبر» (١) والشهيد في «الذكرى» (٢) مع انّ الظاهر انّه بديهيّ لا يحتاج إلى التأمّل ولكن قالوا : لايمكن اثبات الوجوب والحرمة الشرعيّين بالعقل وستعرف إن شاء الله ما هو الحقّ في المسألة.
انّهم استدلّوا على مطلبهم بما عرفت من الآيات والاخبار والادلّة الأُخر.
وبصحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال : بني الاسلام على خمسة اشياء ـ إلى ان قال ـ اما لو انّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع اعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حقّ في ثوابه ولاكان من أهل الايمان (٣) ـ الحديث ـ
__________________
(١) المعتبر صفحه ١٠٦ الطبع الحجري
(٢) الذكرى صفحه ٥. الطبع الحجري و ١ / ٥٢ الطبع الحديث
(٣) الكافى ٢ / ١٩. الوسائل ١ / ٥ و ٩٠ نقلاً عن الكافى والمحاسن