مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ) (الواقعة : ١٧ ـ ٢٢).
وبوصف (عين) فقط : فى قوله تعالى :
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) (الصافات : ٤٨ ، ٤٩).
وبوصف (حور) فقط : فى قوله تعالى (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) (الرحمن : ٧٢).
والحور : جمع أحور وحوراء.
والحور : قيل ظهور قليل من البياض فى العين من بين السواد ، وذلك نهاية الحسن من العين (٤٦) ، والحوراء : ما كانت كذلك ، وقيل :
الحور .. أن تسودّ العين كلها ، مثل أعين الظباء والبقر ، وليس فى بنى آدم حور ، وإنما قيل للنساء : حوراء ؛ لأنهن يشبهن الظباء والبقر.
وقيل : الحوراء : هى التى يرى ساقها من وراء ثيابها ، ويرى الناظر وجهه فى كعبها ، من دقة الجلد وبضاضة البشرة وصفاء اللون. عن ابن مسعود قال : إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم ، ومن تحت سبعين حلة ، كما يرى الشراب الأحمر فى الزجاجة البيضاء. وقال مجاهد : إنما سميت الحور حورا ؛ لأنهن يحار الطرف فى حسنهن وبياضهن وصفاء لونهن (٤٧).
والعين : جمع عيناء ، والمعنى : عظام العيون وواسعتها ، كما قال السدى ، وقال مجاهد :
حسان العيون ، وقال الحسن : الشديدات بياض العين ، الشديدات سوادها ، والأول أشهر فى اللغة.
وقد وصف القرآن الكريم (الحور العين) بعدة أوصاف :
الأول : أنهن (قاصِراتُ الطَّرْفِ) (الصافات : ٤٨) أى : قد قصرن طرفهن على أزوجهن ، فلا ينظرن إلى غيرهم.
الثانى : (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) (الصافات : ٤٩) أى : كأنّهنّ مثل بيض النعام ، المغطى بالريش ، والذى لم تمسه الأيدى ، والمصون عن الكسر ، أى : أنهن عذارى.
الثالث : (مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) (الرحمن : ٧٢) أى : مستورات فى الخيام ، لسن بالطوافات فى الطرق ، وقد قصرن على أزواجهن فلا يردن بدلا منهم.
الرابع : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (الرحمن : ٧٤) لم يمسسهن قبل أزواجهن فى الجنة إنس غيرهم ولا جان.
الخامس : أنهن (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (الواقعة : ٢٣) أى هن فى ذواتهن مثل اللؤلؤ ، الذى لم تسمه الأيدى ، ولم يقع عليه الغبار ، فهو أشد ما يكون صفاء وتلألؤا.