قال تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) البقرة : ٣٥ وقال جل شأنه (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) الأعراف : ١٩. وقال ـ عز شأنه : (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) طه : ١١٧.
(ب) بلقيس ، أبهم الله اسمها لعدم جدواه فى تعظيم شأنها بالأوصاف التى ذكرها.
فقد قال ـ رب العزة ـ فى شأنها ما قال فى سورة النمل من قوله : (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) إلى قوله : (قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ٢٢ ـ ٤٤
(ج) وقد ذكر الله مريم باسمها فى سورة التحريم : ١٢ فقال : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ)
بينما ذكرها فى سورة الأنبياء بالوصف فقال ـ جل شأنه : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) آية : ٩١ حملا على ما جاء فى سورة التحريم ، ولاشتهارها بما وصفت به من كونها هى وابنها آية للعالمين.
ونص على اسمها فى سورة التحريم واسم أبيها لأنها سيقت مساق العظة والعبرة لأمهات المؤمنين ، فقد ذكر الله من أوصافها ما يحملهن على التحلى بها ، وهن كذلك إلّا أن الله جعلها لهن مثلا للمرأة التى فاقت كثيرا من الرجال فى الطاعة والانقياد ، ولم تكن زوجا لأحد ، فكيف بهن وهن أزواج خير خلق الله ، وخاتم رسله.
(د) وقد أبهم الله ذكر اسم أم موسى واكتفى بالحديث عنها وعن وليدها لعدم الحاجة إلى معرفة اسمها.
قال تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) القصص : ٧
وقال ـ جل شأنه : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) القصص : ١٠.
قال السيوطى فى «الإتقان» : اسمها يحانذ بنت يصهر بن لاوى ، وقيل : ياء وخا ، وقيل : أباذخت (٢).
وقيل : اسمها لوخا بنت هاند بن لاوى بن يعقوب ، وقيل : يوكابد ، وهو الاسم المشهور فى كتب التاريخ والسير.