رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد كلّمني بما كرهته ، فقال عمّه : الله المستعان ، فأنزل الله تعالى في ذلك : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) ـ الآية».
أقول : وفي رواية أبي الجارود في ذيل الآية المباركة عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه لم يصدر منه صلىاللهعليهوآله شيء ، وهي قال : «إنّ إنسانا من رهط بشير الأدنين قالوا : انطلقوا بنا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ونكلّمه في صاحبنا أو نعذره ، إنّ صاحبنا بريء فلما أنزل الله تعالى : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) ـ الآية ، فأقبلت رهط بشير فقالوا : يا بشير استغفر الله وتب إليه من الذنوب ، فقال : والّذي أحلف به ما سرقها إلّا لبيد ، فنزلت : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) ، ثمّ إنّ بشيرا كفر ولحق بمكّة ، وأنزل الله في النفر الّذين أعذروا بشيرا ليعذروه قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ)».
والرواية من باب التطبيق ، وإنّ سبب النزول لا يخصّص الآية ، وإنّما هو من باب ذكر أحد المصاديق ، وقريب منها ما ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ، وأبيرق طائفة من اليهود.
وفي الدرّ المنثور عن ابن عباس قال : «إنّ نفرا من الأنصار غزوا مع النبيّ صلىاللهعليهوآله في بعض غزواته فسرقت درع لأحدهم ، فأظنّ بها رجلا من الأنصار فأتى صاحب الدرع رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إنّ طعمة بن أبيرق سرق درعي ، فلما رأى السارق ذلك عمد إليها فألقاها في بيت رجل بريء وقال لنفر من عشيرته : إنّي غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده ، فانطلقوا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا نبي الله ، إنّ صاحبنا بريء ، وإنّ سارق الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فأعذر صاحبنا على رؤوس الناس وجادل عنه ، فإنّه إن لم يعصمه الله بك يهلك ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فبرّأه وعذره على رؤوس الناس ، فأنزل الله : (إِنَّا