بحوث المقام
بحث أدبي :
اسم (ليس) في قوله تعالى : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ) مستتر فيها يعود على الوعد بالمعنى المصدري ، أو الموعود المستفاد من سياق الآية الشريفة ، فهو قسم من الاستخدام الّذي هو من الأساليب البديعيّة المعروفة ومن المحسنات في الكلام.
والباء في قوله تعالى : (بِأَمانِيِّكُمْ) قيل : إنّها زائدة ، والحقّ أنّها مثل الباء في قولهم : (زيد بالباب) ، لم تكن زائدة.
والأماني في الموضعين بتشديد الياء ، وقرأ بعضهم بتخفيف الياء فيهما معا.
وقوله تعالى : (وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) بالجزم عطفا على قوله تعالى : (يُجْزَ بِهِ) ، وقرأ بعضهم بالرفع استئنافا.
و (من) الجارّة في قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ) تبعيضيّة ، وهي الموافقة لكرمه وسعة رحمته عزوجل ، وقيل : إنّها زائدة ، ولكنّه ليس بشيء لما عرفت غير مرّة أنّه لا معنى للزيادة في القرآن الكريم.
وقوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ) إشارة إلى من اتّصف بالعمل الصالح ، والجمع باعتبار معناها ، والإشارة بالبعيد لأجل علو مقامهم وبعد منزلتهم ، والمعروف قراءة «يدخلون» مبنيا للمعلوم من دخل ، وقرأ بعضهم مبنيا للمفعول من الإدخال.
و (دينا) في قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً) منصوب على التمييز من (أحسن) منقول من المبتدأ ، أي : ومن دينه أحسن من دين من أسلم.
(وَهُوَ مُحْسِنٌ) مبتدأ وخبر ، والجملة في موضع الحال ، و (حَنِيفاً) حال من إبراهيم أو من فاعل (اتَّبَعَ).