والاجتناب عنها ، وفي الحديث عن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «صونوا دينكم بالورع» ، أي : احفظوه ، والورع عن محارمه تعالى هو طاعته.
ثمّ إنّ الورع على أقسام :
الأوّل : ورع التائبين ، وهو ما يخرج المكلّف به عن الفسق ويوجب قبول شهادته.
الثاني : ورع الصالحين ، وهو ما يخرج المكلّف به عن الشبهات.
الثالث : ورع المتّقين ، وهو ترك الحلال الّذي يتخوّف انجراره إلى الحرام ، وفي الحديث عن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به مخافة أن يكون فيه بأس» ، مثل أن يترك الكلام مع الغير مخافة الوقوع في شبهة الحرام.
الرابع : ورع الصدّيقين ، وهو الإعراض عن غير الله تعالى خوفا من ضياع ساعة من العمر فيما لا فائدة فيه. رزقنا الله تعالى رشحة من رشحاته.
ولكلّ من هذه الأقسام مراتب ودرجات. كما أنّ الفرح كذلك ، خصوصا عنده جلّت عظمته ، ولكن رحمته سبقت كلّ شيء وفضله عمّ.
وذيل الرواية من باب ذكر أكمل الأفراد وأجلّ المصاديق ، وبهذا المعنى وردت روايات اخرى ، ففي بعضها أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله من النبيّين وعليّ عليهالسلام من الصدّيقين ، والشهداء الحسن والحسين عليهماالسلام ، والصالحون حمزة ، وحسن أولئك رفيقا سائر الأئمة عليهمالسلام. وفي بعضها : والصالحون هم الكمّل من المؤمنين. وفي بعضها : الصالحون ابنتي فاطمة عليهاالسلام وأولادها ، فلا منافاة بينها لما تقدّم.
وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام : «المؤمن مؤمنان ، مؤمن وفي الله بشروطه الّتي اشترطها عليه ، فذلك مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له ؛ وذلك ممّن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال