سبع أو ظالم ، لا كلّ خوف ولو لم يقتض ذلك ، ويستحبّ فيها الجماعة ، ولها كيفيات ثلاثة ، كما تقدّم في التفسير وذكرناها في كتابنا (مهذب الأحكام).
وأمّا صلاة المطاردة ـ وتسمّى بشدّة الخوف والمراماة والمسايفة ، أي : التضارب بالسيف ـ فتصلّى بكلّ وجه أمكن ، فهي تابعة للقدرة ، ويبدل كلّ ما لا يقدر عليه بالأبدال الاضطرارية ، كما ذكرناه مفصّلا في محلّه.
بحث عرفاني :
من أسباب تزكية النفس ورقيّها الصلاة ، بل هي من أهمّها وأسماها ـ لما علم الله تعالى من وجود الشره المؤدّي إلى الهلاك والخسران في الإنسان ، جعل الطاعات والعبادات ـ خصوصا الصلاة صونا للنفس وحفظا لها عن الهلاك والخسران ، بل لرقيّها إلى مراتب الكمال ، ففي الحديث : «ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئا أحبّ إليه من الصلاة ، ولو كان شيء أحبّ إليه من الصلاة تعبّد به ملائكته ، فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد» ، فبها يزول الدنس كما في بعض الروايات ، وإنّها مطهرة للقلوب من المساوئ والعيوب ، وبها تفتح أبواب الغيوب ، وبها تطمئن القلوب ، وبها ترفع الدرجات ، وفيها المناجاة برفع الأستار ، وتتسع فيها ميادين الأسرار ، وبها تشرق شوارق الأنوار ، وبها تزال الحجب والأستار بالقرب إليه ، وبها تصفو المحبّة من كدر الجفاء ويتّصل المحبّ مع حبيبه في محلّ الصفا.
ولقد علم الله تعالى ضعف الإنسان ووساوس الشيطان ، فقلّل أعدادها وفرض في ليلة المعراج خمس صلوات في خمس أوقات بشفاعة نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وهذا لعوام الخلق ، وإلّا فالعارفون من الخواص : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) [سورة المعارج ، الآية : ٢٣] ، منحهم ديمومة الصلاة من الأزل إلى الأبد ،