بحوث المقام
بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على أمور :
الأول : يستفاد من قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) أنّه كان في الحيض عادة متبعة عندهم إما شديدة قاسية عليهم كما كانت اليهود تفعله بالنسبة إلى النساء عند عروض الحيض أو مهملة وبسيطة كما كانت تفعله النّصارى ، أو بعض العرب من رجحان إتيان النساء في هذه الحال.
وفي الجواب كان الحكم الشرعي الذي يعتبر وسطا بين تلك العادات.
الثاني : يدل قوله تعالى : (قُلْ هُوَ أَذىً) على جميع ما يتعلق بهذا الدم من الآثار الصحية والنفسية بالنسبة إلى الحائض وما يتعلق بالنسبة إلى الزوج الذي يمنعه هذا الدم من أهم الاستمتاعات وما يتعلق بالنطفة إن فرض انعقادها في هذه الحالة. فتشمل هذه الجملة الفصيحة الموجزة على كثير مما يذكره الأطباء وغيرهم في هذا الدم.
الثالث : يستفاد من قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوهُنَ) الأخذ بالاحتياط في هذا الأمر فإنّه وإن كان كناية عن إتيان النساء إلا أنّه يدل على شدة الاهتمام