اللفظ بخصوص طائفة خاصة من الكفار.
وقد خرج عن عموم الآية المباركة خصوص الكتابيات لقوله تعالى (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) [المائدة ـ ٦] ، وليس ذلك من النسخ بشيء كما عن بعض المفسرين ، والمسألة فقهية ذكرناها بفروعها في كتابنا (مهذب الأحكام) فراجع كتاب النكاح منه.
قوله تعالى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ).
المراد من الأمة : المملوكة أي : إنّ الزّواج بالمملوكة المؤمنة خير من الزّواج بالمشركة وإن كانت حرّة لأنّ الإيمان بالله تعالى من أعظم الصفات وأجلّها وأفضلها وهو باق وما سواه من الصفات التي هي البواعث على النكاح التي هي خيرات دنيوية وهمية زائلة ولو كانت بحيث توجب الإعجاب.
وفي الآية رد لعادة كانت متبعة عندهم من استذلال الإماء ، والتعيير بالزّواج منهنّ ، فنفى سبحانه ذلك بأنّ المؤمنة ولو كانت مملوكة خير من المشركة ولو كانت حرّة وإن أعجبتكم.
قوله تعالى : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ).
(وَلا تَنْكِحُوا) ـ بضم التاء ـ من باب الإفعال متعدّ إلى المفعول الثاني والخطاب متوجه إلى من يتولّى النكاح.
يعني : لا تزوّجوا المؤمنات بالمشركين حتّى يؤمنوا فإنّ العبد المؤمن خير من حرّ مشرك وإن أعجبكم حسنه وماله وشرفه. والواو في قوله تعالى : (وَلَوْ) حالية ، و (لو) بمعنى إن.
والآية تدل على كراهة التزويج للأغراض الدنيوية الزائلة. وأنّ الكفؤ المعتبر في الزّواج إنّما يتحقق بالإيمان فقط.