باللازم لمصالح في ذلك.
ويكون المراد من عدم محبته تعالى ـ الذي هو من أشد الخسران ـ الكراهة والسخط ، وهما والحب من صفات فعله عزوجل.
والآية تأكيد لما سبق فإنّ قوله تعالى : (فِي سَبِيلِ اللهِ) يدل على عدم مشروعية التجاوز والاعتداء في الدفاع والقتال بالملازمة. وإنّما كرره صريحا لأهمية الموضوع ، ولبيان علة النهي في قوله تعالى : (لا تَعْتَدُوا) ، كما علّل الإذن بالقتال بأنّه دفاع في سبيل الله تعالى.
وإطلاق الآية الشريفة يقتضي النّهي عن كلّ اعتداء صغيرا كان أو كبيرا ، وسواء كان في الابتداء بالقتال أم في التجاوز في القتل أم في المكان ، وسواء كان في النفس أم في المال أم في العرض أم في الأدب في الكلام أم في الفعل وغير ذلك مما ورد في السنة الشريفة.
ويختلف قبح الاعتداء باختلاف المعتدين ، فمن كان في طريق الإرشاد والدعوة إلى الله عزوجل يكون اعتداؤه أقبح وأبغض.
١٩١ ـ قوله تعالى : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ).
تستعمل «حيث» في المكان المبهم ، كحين في الزمان المبهم ويرتفع الإبهام مما بعدهما في سياق الكلام ، فيكون التعريف والتعيين من باب الوصف بحال المتعلق.
ويختص استعماله بالممكنات ، ولا تستعمل فيه تبارك وتعالى ، وفي الحديث : «هو الذي حيّث الحيث فلا حيث له وأيّن الأين فلا أين له». وهذا مبنيّ على قاعدة فلسفية أسسها الأئمة الهداة (عليهمالسلام) وهي : «أنّ كل ما يوجد في المخلوق لا يوجد في الخالق» ، وعن عليّ (عليهالسلام) : «كيف أصفه بحيث وهو الذي حيّث الحيث حتى صار حيثا».
وهناك قاعدة أخرى ذكرها عليّ (عليهالسلام) في بعض خطبه المباركة :