ـ ٦] ، وقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر ـ ١] ، وقال تعالى :
(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) [ص ـ ٢٩] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
وقسم آخر ورد فيه لفظ التنزيل الدال على الانحطاط من العلو مع التفرق والتدريج قال تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) [الإسراء ـ ١٠٦] ، وقال تعالى : (نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) [الإنسان ـ ٢٣] وغير ذلك من الآيات الشريفة الدالة على نزول القرآن تدريجا في مجموع مدة بعثة الرسول (صلىاللهعليهوآله) ، وهي مدة دعوته البالغة عشرين سنة.
وقد استعملت هاتان المادتان بالنسبة إلى غير القرآن أيضا ، كما ورد في نزول الملائكة قال تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) [المؤمنون ـ ٢٤] ، وقال تعالى : (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) [الفرقان ـ ٢٥] ، وبالنسبة إلى المطر النازل من السماء ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) [النحل ـ ١٠] ، وقال تعالى : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً) [الأنفال ـ ١١].
ويمكن أن يكون الوجه في ذلك أنّه يلاحظ تارة المجموع فيستعمل النزول والإنزال ، وأخرى يلاحظ البعض والأجزاء فيستعمل التنزيل.
تعدد النزول :
لا ريب في تعدد نزول القرآن حسب المستفاد من الآيات الشريفة والسنة المقدسة الواصلة إلينا وما ذكره العلماء في ذلك الوجوه :
الأول : أنّه أنزل جملة في شهر رمضان إلى البيت المعمور في السماء الدنيا ، ثم أنزل على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) متفرقا ليقرأه على الناس في مجموع مدة الدعوة وقد وردت في ذلك روايات ففي الكافي عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليهالسلام) : «سألته عن قول الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) وإنّما أنزل في عشرين سنة بين أوله وآخره.
فقال أبو عبد الله (عليهالسلام) : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى