درجة الوضوح في النسخة المصورة عنها الموجودة عندي لأن اختلاف الألوان يظهر في درجة وضوح الكلمات. وهذه المخطوطة منسوخة بخط النسخ.
في هذه النسخة خرم ضم قسما من سورة إبراهيم وكل سور الحجر والنحل والكهف ومريم وقسما من سورة طه. كما أن السور الست الأخيرة من القرآن مكتوبة بخط مختلف في المخطوطة ، مما يدلل على أن ناسخا آخر أضافها. وذكر الناسخ في آخر المخطوط «تم كتاب التفسير له عليهالسلام وإن كان في أوساطه أوراق قد تقاربت فلعل الله ييسر نسخة نخطها منها حتى تتم الفائدة بذلك إن شاء الله تعالى».
ولم يذكر في آخر المخطوطة اسم الناسخ لها ولا اسم الناسخ الذي أكمل بعض نواقصها وكذلك لم تذكر سنة النسخ لكننا نستطيع أن نخمن ذلك بعد قراءة للهوامش التي عليها وقراءة ما ورد بعدها من إجازات. فقد جاء في هامش صفحة ٤٧ من المخطوطة ما نصّه : «وفي الهامش بخط الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (١) سلام الله عليه ما لفظه» أي أن هذه النسخة مكتوبة على أخرى كانت عند عبد الله بن حمزة وإذا ما علمنا أنه توفي سنة ٦١٤ ه أي أن النسخة التي بين أيدينا مكتوبة بعد هذا التاريخ. وذكر محمد بن الحسن أنه شاهد إجازة في النسخة التي وصلت إليه لحسن بن محمد الصغاني (٢) المتوفى سنة ٦٥٠ ه ولعل النسخة التي كانت عند عبد الله بن حمزة قد وصلت إليه ، وكذلك نستنتج أن هذه النسخة منقولة عن نسخة أخرى بعد هذا التاريخ وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن النسخة التي بين أيدينا قد أجازها يوسف بن عثمان (٣) إلى تلميذه محمد بن الحسن بن إسماعيل في شهر شوال من سنة عشرين وثمانمائة هجرية أي أنها مكتوبة قبل هذا التاريخ. وقد ذكر سزكين أنها مستنسخة في سنة ثمانمائة وخمسين للهجرة ولم يذكر لنا مصدر هذا التاريخ. كما أننا نستطيع أن نصل إلى أن يوسف بن عثمان هو الذي أكمل بعض نواقصها لأنه ذكر في إجازته أن له شروحا وهوامش وتعليقات على الكتب التي أجاز لتلميذه بروايتها وهذا الكتاب من ضمنها كما يساعد ذلك تشابه الخط بين الإجازة وما أكمل من بعض النواقص.
__________________
(١) هو عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة يسمى بالامام المنصور أحد أئمة الزيدية في البحث ومن علمائهم وشعرائهم بويع له سنة ٥٩٣ ه واستولى على صنعاء وذمار ولد سنة ٥٦١ ه وتوفي سنة ٦١٤ ه. له عدة مؤلفات انظر الوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٢ ـ ١٥٥ والأعلام للزركلي ٤ / ٨٣.
(٢) هو حسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي الصغاني كان عالما لغويا وفقيها ومحدثا ولد بالهند في سنة ٥٧٧ ه وجاء إلى بغداد ثم رحل إلى اليمن وله عدة مؤلفات مهمة توفي في سنة ٦٥٠ انظر ترجمته في الاعلام للزركلي ٢ / ٢١٤.
(٣) هو يوسف بن أحمد بن عثمان الزيدي اليماني له عدة مصنفات وكان عالما يفد إليه الطلاب للانتفاع من علمه توفي سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة انظر ترجمته في البدر الطالع ٢ / ٣٥٠.