علي عليهالسلام. وكانت طريقتهم في شرح المعاني الغريبة لا تعدو في الغالب
عن نقل الروايات التي سمعوها من النبي عليه أفضل الصلاة والسلام. عدا بعض
التفسيرات القليلة جدا.
وقد اتخذت جهود
الرادة الأوائل في تفسير الكلمات الغريبة منحى آخر على يد الصحابي الجليل ابن عباس
بعد أن أكثر من تفسير المعاني الغريبة بما ورد من معنى لها في الشعر العربي من
جهة. وكثرة ما ورد عنه من تفسيرات للمعاني الغريبة في القرآن المجيد من جهة أخرى.
ولعل ذلك كان وراء ما نقلته بعض المصادر من أنه أسبق من ألّف كتابا كاملا في غريب
القرآن.
وقبل أن نحدد
موقفنا من هذا الرأي ينبغي استعراض ما نقلته المصادر عن جهوده. فقد ذكر بعضها أدلة
أكثر من كتاب كما يأتي :
١ ـ غريب القرآن
الذي يوجد في مكتبة برلين برقم ٦٨٣ فقد توصل بروكلمان إلى أنه ليس كذلك ، وإنما هو
مختصر من كتاب الاتقان للسيوطي .
٢ ـ كتاب غريب
القرآن الذي أضاف إليه وشرح بعض مفرداته عطاء بن أبي رباح . وتوجد منه نسخة في مكتبة عاطف أفندي في استنبول بتركيا
برقم ٢٨١٥ / ٨ والكتاب صغير الحجم لا يتجاوز ست ورقات ، وهو موجود ضمن كرّاس فيه
عدة مخطوطات يبدأ الكتاب بصفحة ١٠٢ أو ينتهي في صفحة ١٠٧ أو يبدو أنه مستنسخ في
القرن الثامن الهجري .
وصغر هذا الكتاب
يبعث الشك في كونه ضم كل الغريب الذي وجده ابن عباس في القرآن الكريم وبخاصة إذا
ما عرفنا أن لابن عباس شروحا للمفردات الغريبة في القرآن تزيد عن ذلك بكثير.
٣ ـ كتاب سؤالات
نافع بن الأزرق لابن عباس. وقد جمع فيه ما نقل عن ابن عباس من أجوبة لأسئلة نافع
بن الأزرق في بعض الكلمات الغريبة في القرآن الكريم ، مع ذكر
__________________