(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (البقرة / ٣٢).
(وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران / ٨).
(وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) (آل عمران / ٥٠).
(وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٤) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (٥) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٦)) (النجم / ٤ ـ ٦).
(وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (الإنسان / ٣١).
(وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ) (آل عمران / ١٧٩).
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب / ٣٤).
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (آل عمران / ٣٤).
نظرا إلى أنّ عموم إذهاب الرجس والتطهير والاصطفاء من جميع المناقص الظاهرية والباطنية وشوائب الكدر وظلمات الجهل والسهو دالّ على كلّ من المطلوبين من عموم علمهم وفعليته.
إذن لا بدّ من الاعتقاد بعصمة الأنبياء والأوصياء في مجالات الرأي الشخصي باعتبار كونهم قادة وحجج وروابط الفيض الإلهي وإلّا لارتفعت وثاقتهم في كل ما يقولون وهو خلاف الغرض من بعثتهم ، علاوة على أن العرف ينظر إلى القادة الروحيين أنهم حكماء ومسددون ، وأنّ كلّ ما يصدر منهم من آراء تعبّر عن الحق والصواب والحجة الدامغة ، فإذا كان هذا حالهم مع القادة العاديين فكيف يكون الحال مع أناس جعلهم الله سبحانه حججه وسفراءه إلى خلقه ، فهل يتصور أحد أن يبخل عزّ شأنه فلا يفيض عليهم من علوم الغيب بحيث يجعلهم غاية في الكمال العلمي والرقي الروحي؟ كلا وألف كلا.
فبذا يعرف أنهم معصومون عن كل ما يخالف المروءة والشهامة ، وما صدر منهم من تركهم للأولى فلا يستدعي تنفيرا عنهم ، وإنما يحمل على نوع من