محمّد والعترة عليهمالسلام.
وثالثة يراد به روح القدس الذي يبقى دائما مع النبي وآله كما هو أخبار كثيرة فلاحظ.
ويسدّد به المؤمنون ويشهد له نصوص عدة منها ما ورد في شأن حسان بن ثابت يوم بيعة أمير الثقلين فأنشد فيه شعرا ، فمدحه النبي بقوله :
لا تزال يا حسّان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك».
وكان مدح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لحسان معلّقا على ظرف استمراره في نصرة العترة عليهمالسلام لأنّ المعروف من سيرة حسّان أنه انحرف عن إمام الهدى في أخريات أيامه.
النقطة الثالثة : معرفته تعالى بالعقل :
ومما تطرّق إليه المصنف (قدّس سره) معرفة الله تعالى بالدليل العقلي ، حيث يتحلى الإنسان بخصائص فطرية وغريزية لمعرفة الحقائق والاطلاع على الواقعيات وهي بدورها تدفعه للتفكّر والتأمّل في كل المسائل التي لها مسيس حاجة عند الإنسان ، وترتكز عليها حياته وتحركاته ، فهو دائما يتساءل عن الدين وعلاقة الإنسان بالسماء ، فهل هناك موجود غير محسوس؟
وإذا كان له وجود فهل له علاقة بعالمنا المشهود؟
وإذا كان له علاقة فهل هي حسية أم عقلية أو روحية؟
وهل لهذا الكون مدبّر أم أنه وجد صدفة؟
والواقع أن كل هذه التساؤلات يجيب عنها العقل السّوي ، من هنا يقال ما هو مدى حجية العقل وما هو هذا العقل الحجة؟ فليكن معلوما أن مناط التكليف الشعور للكليات لا النماء والحياة فحسب لأنهما متوافران عند النبات والحيوان والإنسان المجنون ، فالتكليف لا بدّ أن يكون منصبّا على كل ذي شعور عقلاني وهذا الذي عليه مناط الأمر والنهي والخطاب والعتاب والثواب والعقاب وهو المأمور بالمعرفة واليقين والثبات والعلم والعمل ولا يمكن للإنسان تصديق شيء إلّا إذا صدّقه عقله ، ولا تكذيب شيء إلّا ما كذّبه عقله ولا يسعه إلّا ذلك ولا يكلّف إلّا بذلك ، فالعقل هو حجة الله على خلقه وأمينه في عباده ، به يعرف الله ويعرف رسوله وحججه ودينه وما وعد به عباده وأوعد ، فلا شك في اعتباره