نزل بصحيفة من السماء فيها أسماؤهم واحدا بعد واحد فكيف تصحّ هذه الرواية؟ وما حملة التشنيع على الشيعة الإمامية بالأكاذيب والافتراءات إلّا لأنهم أتباع العترة الطاهرة التي أمر الله سبحانه باتباعها ، ومن المشنعين صاحب كتاب بذل الجهود في مشابهة الرافضة لليهود حيث تجرأ على الله ورسوله وأوليائه عليهمالسلام بافتراءاته على الإمامية بهتانا وزورا ، وما تهكّم هذا الكاذب المنافق سوى أراجيف أوحى بها إليه ساداته من اليهود والنصارى الذين يكيدون للإسلام والمسلمين ويفرّقون شعثهم ، فويل له مما كتبت يداه ، وويل له من عذاب يوم عظيم ، ونفوّض أمورنا الى الله ، إن الله بصير بالعباد. (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) (العنكبوت / ١٤) (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٧) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٨)) (العنكبوت / ١٧ ـ ١٨) (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء / ٢٢٨).
النقطة الرابعة : الحكمة من البداء :
للبداء حكم كثيرة منها :
١ ـ أن يراد من تشريعه أنه سبحانه أراد من خلقه أن يعيشوا الجهل بالحوادث المستقبلية ليقوموا بواجب حياتهم بهداية من الأسباب العادية ، وليكونوا دائما بين حالتي الخوف والرجاء ، وظهور الحوادث المستقبلية بتمام ظهورها يفسد هذه الغاية الإلهية ، لذا قال مولانا الإمام زين العابدين عليهالسلام : لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة وهي قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).
فسبب الكف عن التحديث هو ما ذكرناه آنفا لا الخوف من أن يكذّبه الله فإنه مأمون منه. هذا الوجه اختاره العلّامة الطباطبائي في تفسيره (١) وبه نقول أيضا :
٢ ـ إنّ القول بالبداء يترتّب عليه أثر تربوي كبير هو بعث الرجاء والأمل في
__________________
(١) ج ١١ / ٣٨١.