ثانيا : إن ما استدلّ به الأشعري واتباعه على صحة الجبر ونسبة إيجاد الأفعال إليه تعالى معارضة بغيرها من الآيات ، فتصرف التي ظاهرها الجبر عن ظاهرها.
من الآيات المعارضة لتلك الظاهرة في الجبر وهي على أصناف :
الصنف الأول : الآيات الدالة على إضافة الفعل إلى العبد كقوله تعالى :
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ...) (البقرة / ٨٠).
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ...) (الأنعام / ١١٧).
(إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد / ١٢).
(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً ...) (يوسف / ١٩).
(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) (المائدة / ٣١).
(مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ...) (النساء / ١٢٤).
(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ...) (المدثر / ٣٩).
(كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ...) (الطور / ٢٢).
(وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ ...) (إبراهيم / ٢٣).
الصنف الثاني : الآيات الدالة على مدح المؤمنين على إيمانهم وذمّ الكفار على كفرهم:
(الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ...) (غافر / ١٧).
(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ...) (الجاثية / ٢٩).
(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (الأنعام / ١٦٥).
(لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى ...) (طه / ١٦).
(هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النمل / ٩١).
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ...) (الأنعام / ١٦١).
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ...) (طه / ١٢٥).
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا ...) (البقرة / ٨٧).
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ...) (آل عمران / ٩١).