الأكرم وعترته الطاهرة عليهالسلام ، وقد اعترف بهذا ثلة من علماء الفرق الإسلامية وجماعة من مفكري الديانة المسيحية.
وللعقيدة أثر على سلوك الإنسان سلبا أو إيجابا لأنّ سلوكه وليد عقيدته ونتاج تفكيره ، لأنّ الإنسان يفكر أولا ثم يعمل ، وعقيدته هي التي تملي عليه موافقة وترسم مسيره ، وتحدّد كيفيّة سلوكه ، فالإنسان العارف الواثق بعقيدته لا تؤثّر عليه المغريات ، ولا تطغى عليه الشبهات مهما عظمت واشتدت لأنّ من ثبت في عقيدته ووطّن نفسه على المكاره من أجلها زالت الجبال الرواسي قبل أن يزول.
فشتان بين العارف والجاهل ، ولا يعقل قياس الجاهل بالله تعالى بمن يعتقد بوجوده ، فإنّ العارف يرى أنّ ما يفعله من أمور صغيرة أو كبيرة هو تحت رعاية الله حيث لا يغيب عن فكره بأن الله مراقبه ومحاسبه على كل قول أو فعل ، في حين أن المنكر لوجوده تعالى أو الجاهل به يرى أنه خلق عبثا وترك سدى لقلة معرفته أو انعدامها.
فمن الواضح أن يختلف هذان الشخصان في نمط حياتهما ونوع سلوكهما ، تبعا لما يعتقدانه ، ومن هنا تكتسب مسألة البحث بالعقيدة أهمية خاصة ؛ إذ قد يحدث أن تمرّ المجتمعات البشرية في سيرها نحو الأهداف والغايات في خضم من الصعوبات والمعوّقات والمحن القاسية التي يمكن أن تطال في تأثيراتها الجانب العقائدي لمجتمع ما ؛ وما تعانيه أمتنا الإسلامية عموما وعند بعض الشيعة خصوصا من التشتت الفكري المنهجي ، والضياع العقيدي بحيث ترك بصماته على ضعاف النفوس فوقعوا في التيه ، وصاروا حيارى بين الأمس والحاضر.
ولعلّ السبب في ذلك هو الانهيار والانبهار أمام حضارة الغرب ومنجزاته المادية ، هذا مضافا إلى عقدة النقص والشعور بالضعف أمام بريق الحضارة المادية ظنا منهم أن المسلمين غير قادرين على تحدي تلك الحضارات إلّا من خلال مجاراتها ومسايرتها بالأساليب الملتوية التي تؤمن بها تلك الحضارات المزيفة ، لأن الغاية ـ عند هذا الفريق ـ تبرّر الوسيلة. فهذه العقدة كبّلت أرواحهم وقلّصت عقولهم فلم يعد باستطاعتهم التخلّص من هذا الواقع المرير ، ولا التحرر من قيود الحضارة المادية المزيفة لكي يصنعوا لنفوسهم كيانا مستقلا بعيدا عن كل تلك الإسار التي حجبت الرؤية عند هؤلاء الذين ساعدتهم الظروف أن يكونوا في