٦٧
الله ومسألة الهداية والضلالة
سؤال : حينما نراجع القرآن الكريم نجد أنّ هناك طائفة من الآيات تصفه بأنّه تعالى هو الهادي وانّ أمر الهداية بيده سبحانه ، وفي المقابل توجد طائفة أُخرى من الآيات الكريمة تصفه سبحانه بأنّه هو المضلّ ، بمعنى أنّه هو الذي يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ، وحينئذٍ يطرح السؤال التالي : كيف يتسنّى لنا توجيه تلك الآيات بحيث نصفه سبحانه بالهادي تارة والمضل تارة أُخرى؟
الجواب : انّ تحليل هذا التساؤل المهم وبيان أمر الهداية والضلالة المنسوبين إليه سبحانه لا يمكن أن يتمّ من دون جمع الآيات ودراستها بإمعان وتحليلها تحليلاً علمياً محكماً ، ولكن يمكن من خلال التفريق بين نوعين من الهداية : الهداية العامة ، والهداية الخاصة ، ومن خلال الإمعان في معنى الهداية الخاصة يتّضح جلياً معنى الإضلال والخذلان الإلهي.
الهداية العامّة
والمراد منها أنّه سبحانه من خلال نداء الفطرة الإنسانية ودعوة العقل ، وبعث الرسل والأنبياء ، يمهد طريق الهداية والسعادة أمام جميع الناس ، وكذلك