الله سبحانه وتعالى.
وبالإضافة إلى ذلك كلّه انّ ملاحظة آيات السورة التي هي من السور المكّية يكشف لنا انّ محور البحث هم المشركون والكافرون بآيات الله ورسله والذين أعرضوا عن آياته سبحانه واصطفوا في عداد المجرمين والكافرين ، ومن المعلوم أنّ أغلب الذم الوارد في السور المكية يتوجّه إلى المشركين والكافرين.
٧. المتوغّلون في الخطيئة
يحكم القرآن على طائفة من الناس ممّن أوغلوا في الخطيئة بأنّهم أصحاب النار والخالدون فيها ، يقول سبحانه :
(بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها). (١)
والذي يستفاد من الآية انّها تشير إلى مجموعتين من الخالدين في النار ، هي :
١. الذين اقترفوا السيئات.
٢. الذين يصرون على ارتكابها بنحو تحيط بهم وتهيمن خطاياهم وذنوبهم على قلوبهم وأرواحهم.
ومن الواضح أنّ الخطايا إذا أحاطت بالقلب والنفس والروح أدّت إلى انسداد طرق الهداية ومنافذ النور أمام القلب والروح و ... فلا يستجيب حينئذٍ لنداء السماء ودعوة الأنبياء.
ومن هنا نعلم أنّ الآية ليست بصدد الإخبار عن شمولية الحكم وسعته بحيث يشمل كلّ من اقترف سيئة ، بل هي ناظرة إلى صنف خاص من الناس
__________________
(١). البقرة : ٨١.