٨٦
الصدفة التاريخية ونقض قانون العلّية والمعلولية
سؤال : إذا قلنا إنّ المجتمعات محكومة بقانون وسنّة معينة ، فكيف نفسّر الصدفة التاريخية؟ وهل أنّ هذه الصدفة نقض لقانون العلّية والمعلولية؟
الجواب : إنّ للصدفة معاني مختلفة ومتعددة ، وكلّ معنى منها يتطلّب لنفسه حكماً خاصاً به ، وهذه المعاني عبارة عن :
١. الصدفة : بمعنى وجود الشيء من دون علّة ، الأعم من العلّة الطبيعية وغير الطبيعية.
وهذا المعنى للصدفة مرفوض من قبل المفكّرين والعلماء ، ولا يوجد مفكّر ـ حقّاً ـ يؤمن بهذا المعنى من الصدفة.
نعم يوجد مفكّر واحد فقط أنكر قانون العلّيّة والمعلولية وهو الفيلسوف الإنجليزي «هيوم» ، وأنّ الذي دعاه إلى اتّخاذ هذا الموقف هو انّه يعتقد أنّ الطريق الوحيد لإثبات العلوم هو الحس والتجربة فقط ، وبما أنّ هذا القانون خارج عن مجال الحسّ والتجربة ، ولا يمكن إثباته من خلالهما ، فلذلك أنكر هيوم هذا القانون. (١)
__________________
(١). لمزيد الاطّلاع انظر كتاب «نظرية المعرفة» للأُستاذ آية الله السبحاني (دام ظله).