١١٧
تجسّم الأعمال من منظار العقل
سؤال : كان الكلام السابق حول توجيه نظرية تجسّم الأعمال من خلال القرآن الكريم والروايات الشريفة ، ولكن يبقى البحث عن كيفية توجيه هذه النظرية وفقاً لمعطيات العقل والعلم ، فكيف توجّهون ذلك؟
الجواب : انّ طائفة من المفسّرين والمتكلّمين أنكروا النظرية وذهبوا إلى امتناع تجسّم الأعمال ، ومالوا إلى تأويل الآيات والروايات الواردة في هذا المجال ، والعمدة في دليلهم هو : انّ الأعمال التي يقوم بها الإنسان من مقولة العرض ، وعلى هذا الأساس ستواجه نظرية تجسّم الأعمال إشكالين أساسيّين ، هما :
١. انّ الأعمال من مقولة العرض ، والعرض قائم بالجوهر ، ومعنى تجسّمها تحقّق العرض بلا جوهر ، وهذا أمر محال.
٢. انّ ما يقوم به الإنسان من الأعمال الصالحة أو الطالحة يفنى بعد تحقّقه ، فكيف يمكن إعادته بعد انعدامه؟
يقول الشيخ الطبرسي في تفسير قوله سبحانه :