حال العباد من الطاعة والعصيان ، حتّى تصل النوبة إلى قضائه سبحانه.
فما هي تلك الأداة التي تكون معياراً لكثرة الطاعات أو قلّتها؟
ولبيان وإجلاء حقيقة «الميزان» في العالم الآخر لا بدّ من الإشارة إلى مقدّمتين ، هما :
ألف : الميزان واستعمالاته في القرآن
إنّ لفظ «الميزان» بالرغم من أنّه ليس له إلّا معنى واحد وهو الآلة التي يوزن بها ، مع ذلك كلّه وردت في القرآن الكريم له تطبيقات مختلفة منها :
١. الوسيلة التي يوزن بها المتاع
قال تعالى : (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ ...) (١). (٢)
٢. الانسجام والنظم السائدة
تارة يطلق لفظ الميزان على النظم السائدة في عالم الخلق والتي تكون سبباً لثباته واستقامته حيث قال سبحانه :
(وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ). (٣)
ومن الواضح أنّ قوله تعالى : (وَالسَّماءَ رَفَعَها) قرينة على أنّ المراد من «الميزان» هو منح النظام الذي قامت على أساسه السماوات والأرض ، فالمنظومة
__________________
(١). هود : ٨٥.
(٢). ورد في نفس المضمون ؛ الآية ١٥٢ من سورة الأنعام ، و ٨٥ من الأعراف و ٨٤ من سورة هود و ٩ من الرحمن.
(٣). الرحمن : ٧.