فنحن أولئك لا آبائك الجفاة الطغاة الكفرة الفجرة ، أكباد الابل والحمير الأجلاف أعداء رسوله الذين قاتلوا رسول الله فى كل موطن وجدّك وأبوك هم الذين ظاهروا على الله ورسوله ولكن ان سبقتنى قبل أن أخذ منك ثارى فى الدنيا فقد قتل النبيون قبلى وكفى بالله ناصرا ولتعلمنّ نبأه بعد حين ثم انك تطلب مودتى وقد علمت لما بايعتك ما فعلت ذلك الا وأنا أعلم أن ولد أبى وعمّى أولى بهذا الأمر منك ومن أبيك.
لكنكم معتدّين مدعين أخذتم ما ليس لكم بحق وتعديتم الى من له الحق وانّى على يقين من الله ان يعذبكم كما عذب قوم عاد وثمود ، وقوم لوط وأصحاب مدين ، يا يزيد وان من أعظم الشماتة حملك بنات رسول الله وأطفاله وحرمه من العراق الى الشام أسارى مجلوبين مسلوبين ترى الناس قدرتك عينا وإنّك قد قهرتنا واستوليت على آل رسول الله وفى ظنك انك أخذت بثار أهلك الكفرة الفجرة يوم بدر وأظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه والاضغان الذي تكمن فى قلبك كمون النار فى الزناد.
جعلت أنت وأبوك دم عثمان وسيلة الى إظهارها فالويل لك من ديان يوم الدين وو الله لئن أصبحت آمنا من جراحة يدى فما أنت بآمن من جراحة لسانى الكثكث وأنت المفند المثبور ولك الا ثلب وأنت المذموم ولا يغرنك أن ظفرت بنا اليوم ، فو الله لئن لم نظفر بك اليوم لنظفرن غدا بين يدى الحاكم العدل الذي لا يجور فى حكمه وسوف يأخذك سريعا أليما ويخرجك من الدنيا مذموما مدحورا أثيما فعش لا أبا لك ما استطعت فقد ازداد عند الله ما اقترفت والسلام على من اتبع الهدى ، قال الواقدى : فلما قرأ يزيد كتابه أخذته العزة بالإثم وهمّ بقتل ابن عباس