إذا الحروب أقبلت تلهّب (١)
فقال علي ـ رضي الله عنه ـ :
٤٤٩٤ ـ أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره |
|
كليث غابات كريه المنظره |
أكيلكم بالصّاع كيل السّندره (٢) |
قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه.
(ومعنى أكيلكم بالسيف كيل السندرة أي أقتلكم قتلا واسعا ذريعا. والسّندرة مكيال واسع. قيل يحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهي شجرة يعمل منها النّبل ، والقسيّ ، والسّندرة أيضا العجلة ، والنون زائدة (٣). قال ابن الأثير (٤) : وذكرها الجوهريّ في هذا الباب ولم ينبه على زيادتها) (٥).
وروي فتح خيبر من طرق أخر في بعضها زيادات وفي بعضها نقصان عن بعض.
قوله : «وأخرى» يجوز فيها أوجه :
أحدها : أن تكون مرفوعة بالابتداء و (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) صفتها و (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) خبرها.
الثاني : أن الخبر «منهم» محذوف مقدر قبلها ، أي وثمّ أخرى لم تقدروا عليها.
الثالث : أن تكون منصوبة بفعل مضمر على شريطة التفسير ، فتقدر بالفعل من معنى المتأخر وهو (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) أي وقضى الله أخرى.
(الرابع : أن تكون منصوبة بفعل مضمر لا على شريطة التفسير ، بل لدلالة السّياق ، أي ووعد أخرى ، أو وآتاكم أخرى (٦).
الخامس : أن تكون مجرورة ب «ربّ» مقدرة ، ويكون الواو واو «رب» ذكره
__________________
(١) من الرجز أيضا لمرحب اليهودي وانظر سيرة ابن هشام ، ومجمع البيان ٩ / ١٨١ والسّراج المنير ٤ / ٤٨ وانظر هذا كله في البغوي ٦ / ١٩٨ و ١٩٩.
(٢) أرجاز أيضا له وهي في ديوانه ١٣٧ ، وطبقات الشافعية ١ / ٢٥٥ ، والهمع ١ / ٨٦ ومجمع البيان ٩ / ١٨٢ والسراج ٤ / ٤٨ واللسان سندر ٢١١٦.
(٣) اللسان المرجع السابق.
(٤) تقدم التعريف به. وانظر صحاح الجوهريّ س ن د ر.
(٥) ما بين القوسين كله سقط من ب.
(٦) قال بهذه الأوجه الأربعة أبو البقاء في التبيان ١١٦٦ و ١١٦٧ ، وقال الزمخشري بالوجهين الرابع والخامس. وانظر الكشاف ٣ / ٥٤٧.