بسم الله الرّحمن
الرّحيم
وصلّى الله على
المصطفين من عباده ، خصوصا سيّدنا محمد وآله ، يا ربّ أنعمت فتمّم ، وأظهرت فعمّم.
الحمد لله الذي
بطن في حجاب عزّ غيبه الأحمى ، فأبهم وستر ، وشمل وظهر وتجلّى ، ففهّم وأظهر ،
وجمل وعلم ، وشاء الإنشاء فأبرم ، ودبّر ، وفصّل وقدّر ، فقضى وحكم وأمر ، فعدل ،
وخلق فسوّى ، فقوّم وصوّر ، وعدل ، وقدّر من كمّله من الأناسيّ على صورة حضرته ،
وحباه بأحسن تقويم ، فيا أحسن ما حبا وأنعم ، وقدّر وكمّل ، وملّكه أزمّة الأمور ومقاليد البيان ، فأبدى
ما كتم وستر وأجمل ، فكان إماما حاويا مبينا ، وخازنا حاميا أمينا على حضرة الجمع والأسرار ، وأمّ
الكتاب الأكبر ، معدن الظلّات والأنوار ، فما أعلى وأعظم وأنور وأجمل!
أحمده سبحانه حمده
نفسه عن نفسه وعبده بلسان جمعه وأحديّة ودّه ؛ إذ هو الحمد الأسنى الأعمّ الأظهر
الأشمل.
وأشكره شكر من
يرتجي أن يكون ممّن يرى النعمة منه به ، مع تيقّن العجز وشهوده من مقام الحمد
المذكور ؛ إذ هو الشكر الأسمى الأتمّ الأخطر الأفضل.
وأسأله تعالى
استمرار صلواته ، ودوام ورود الطيّبات من تحيّاته ، من أشرف أسمائه لديه ، وأعلى
تجلّياته ، على سيّدنا محمد وآله ، والصفوة من أمّته الوارثين لعلومه ومقاماته
__________________