والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا (١) وما يذّكّر بعد هذا الإيمان بجليّة الأمر ويستشرف (٢) على كنه السرّ إلّا أولو الألباب الذين لم تحجبهم القشور وتعدّوها ، فعرفوا كنه حقائق الأمور.
ومن غرائب ما في هذه التنبيهات الربانيّة ذكر «ثمّ» المفيدة (٣) للتراخي والمؤذنة بامتياز ما بعدها عمّا تقدّمها ، لئلّا يريبك (٤) المحجوب ؛ فأين الاهتداء المشار إليه بعد التوبة الإيمانيّة ، ثم الإيمان اللازم لتلك التوبة والأعمال الصالحة بتعريف الله من الاهتداء إلى أنّ دين الإسلام هو الدين الحقّ بعد بعثة محمّد ، وأنّ ما جاء به صلىاللهعليهوآله حقّ ، وما سواه منسوخ أو باطل؟ وأين الإيمان والتقى المذكوران في أوّل الآية ـ التي أوردناها تأنيسا للمحجوب الضعيف ـ من الايمان والتقى المذكورين في وسطها ، والمذكورين في آخرها ، فتذكّر.
وللهداية (٥) ثلاث مراتب يقابلها ثلاث درجات من الحيرة التي هي الضلالة مقابلة الدركات النارية الدرجات الجنانيّة ستعيّن لك فيما بعد عند الكلام بلسان الجمع والمطلع ـ إن شاء الله ـ
__________________
(١) إشارة إلى الآية ٧ من آل عمران (٣).
(٢) عطف على «يذّكّر».
(٣) ه : المفيد ، ق : لا توجد.
(٤) ق : يربيك.
(٥) ق : والهداية.