بين الهمزة التي لها التعيّن الأوّل وبين الباء الذي هو آخر الغيب وأوّل الشهادة.
ومن أحكام الميم الدلالة على سرّ حضرة الجمع الذي ظهرت صورته من بعد ظهور المدلول بعد الدليل وهو الاسم (١) «الله» لاختصاص الميم بالإنسان الذي هو أتمّ دليل على الحقّ وأسدّه (٢) ، فظهر الاسم «الله» بألفين ولا مين وهاء.
فالألف الواحد لنسبة الاسم «الباطن» وهي الظاهرة في النطق لا في الخطّ كظهور الاسم «الباطن» بأثره لا بعينه ، والألف الآخر الظاهر للاسم الظاهر الأوّل.
وإحدى اللامين لنسبة ارتباط الحقّ بالعالم من كونه ظاهرا بحقائق العالم. والأخرى لنسبة ارتباط العالم بالحقّ من حيث ظهور العالم بعضه للبعض في غيب الحقّ ، والحقّ المظهر والمرآة ، كما قد أشرت إليه في سرّ العلم والوجود والتقدم والتأخّر ، عند الكلام على مراتب التمييز.
والهاء للهويّة الغيبيّة الجامعة بين الأوّل والآخر ، والباطن والظاهر.
فاستحضر من الأسرار الخمسة ، وتذكّر الحضرات الخمس والأسماء الأصليّة الأربعة ، والسرّ الجامع بينهما (٣) ، وكذلك النكاحات الخمسة ، والحكم الخماسي الظاهر في الحروف والنقط والإعراب ، وانظر جمعيّة الاسم «الله» لسائرها (٤).
ثم انظر إلى سرّ الهاء الذي له جمع الجمع من حيث الأمر ومن حيث المرتبة ، وكيف اختصّ من الأعداد بالخمسة ، وتدبّر أيضا التثليث والتربيع المذكورين ، وسريان حكمهما وتأمّل كيف كان كلّ كلمة من كلمات البسملة جامعا لهما من وجه ، محلّا لحكمهما.
والاسم «الله» إذا جمعت حروفه الظاهرة والباطنة كانت ستّة على رأي شيخنا رضي الله عنه : الألف ، واللامان ، والألف الظاهرة في النطق لا في الخطّ ، والهاء ، والواو الظاهرة بإشباع الضمّة. وإذا أضفت إلى هذه الستّة الحقيقة التي يدلّ عليها هذا الاسم أعني الألوهيّة (٥) التي هي عبارة عن نسبة تعلّق الحقّ من حيث ذاته بالأسماء المتعلّقة بالكون ، كانت سبعة ، فافهم.
__________________
(١) ق : بين اسم.
(٢) ق : أسدّ وفي بعض النسخ : أشدّ. وفي بعضها : أشدّه والصحيح ما أثبتناه.
(٣) ب : بينها.
(٤) ب : لسائرهما.
(٥) ق : الألوهة.