وَمِثلهُ قَولُهُم : البُرُّ الكُرُّ (١) بستّين (٢). أَي الكُرُّ مِنْهُ.
وفي قَولهِ تعالى : (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَن أَحْسَنَ عَمَلاً) (٣) ثلاثة أَقوال : أحدُها : أنَ يَكونَ على حذفِ العائدِ ، أَي إِنَّا لا نضيع أَجرَ مَنْ أَحْسَنَ عملاً مِنْهُم ، وله نظائر كثيرة (٤).
وَقَرأَ عِكرِمَة وعمرو بن فائد : (والأرضُ يمرّونَ عَلَيْهَا) (٥) بالرفع ، وقرأ السدي : (الأرضَ) نصباً ، وقراءة الناس : (والأرضِ).
قال أَبو الفتح : الوقفُ فِيمَن رفع أو نصب على السماوات ثمّ تبتدئ فتقول : (والأرضُ ، والأرضَ) فأمَّا الرفعُ (٦) فعلى الابتداءِ ، والجملة بعدَها خبرٌ عنها ، والعائد منها على الأرضِ (ها) من عليها و (ها) من عنها عائد على الآية (٧).
__________________
(١) الكرّ : مكيال لأهل العراق وهو ستّون قفيزاً أو أربعون أردبًّا.
انظر : لسان العرب : ٦ / ٤٥١.
(٢) انظر الحلبيات ـ المخطوط ـ : ٤١.
(٣) سورة الكهف : ١٨ / ٣٠.
(٤) المحتسب : ١ / ٢٣٦.
(٥) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١٠٥ : (وَكَأَيِّن مِّن آيَة فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ).
(٦) وأمَّا النصب : فسنذكره في موضوع حذف الفعل الناصب.
(٧) المحتسب : ١ / ٣٤٩.