بالبقاسس ) المتوفى سنة ١١٠٧ ميلادية ، صاحب كتاب : التصريف لمن عجز عن التأليف ، وقد اخترع هذا العالم بنفسه كثيرا من آلات الجراحة ، وبحث عن تفتيت الحصاة بشكل كامل ، مع ان هذا يعد « غلطا » من الاعمال الجديدة ، واول طبعة لكتابه باللاتينية كانت سنة ١٤٩٧ وآخرها سنة ١٨٦١ ميلادية الخ كلامه (١).
وهناك ايضا كتاب التيسير لابن زهر الاندلسي ، الذي عاش في القرن السادس للهجرة ، وقد استفاد منه الافرنج في نهضتهم الحديثة (٢) ويقول بروكلمان عن كتاب الزهراوي المنسوب الى الزهراء ضاحية في قرطبة ، والمتوفى سنة ١٠٢٣ : « والحق ان الاجيال التالية احتفلت احتفالا خاصا بالجزء المفرد للجراحة في هذا الكتاب بما يشتمل عليه من وصف مفصل للالات الجراحية ، فنقل الى اللاتينية في القرن الخامس عشر ، ونشر في طبعات عدة » (٣).
هذا ... وبمراجعة بسيطة الى لوائح مؤلفات الاطباء المسلمين والفروع التي تطرقوا اليها يعرف الى اي حد بلغ الطب عندهم في تشعباته وفروعه المختلفة ... ويكفى ان نذكر ان البعض يعتبر انه بعد ان شرع المسلمون يعملون مستقلين ، برز عطاؤهم المبتكر بصورة خاصة في حقل التطبيب ، وفي الرياضيات والجغرافيا (٤).
وقد فاته انهم قد برز عطاؤهم المبتكر في غير ذلك من العلوم ايضا كالكيمياء وغيرها ، وقد يكون من بينها ما ابدعوا فيه اكثر من ابداعهم في هذه العلوم التي اشار اليها.
واخيرا ... فان كوستاف لوبون يقول : بما ان الكتب الطبية العربية قد
__________________
(١) تمدن اسلام وعرب ص ٦٠٩ ـ ٦١٤ بتصرف وتلخيص ..
(٢) تاريخ التمدن الاسلامي ، المجلد الثاني ص ٢٠٠.
(٣) تاريخ الشعوب الاسلامية ص ٣١٤.
(٤) موجز تاريخ الشرق الادنى ص ١٩١.