ويسأله عما يشتهي (١) وهذا يعبر للمريض عن الاهتمام بأمره ، وبما يعاني فيسر لذلك ، ويرتاح له ، ويطمئن به ..
والمريض يحتاج الى بعث الثقة في نفسه ليقوى على المرض ، ولا ينهار امام عوارضه وعواديه التي لا يجد فيها حيلة ، ولا لدفعها عن نفسه سبيلا .. ولعل هذه يفسر لنا ماروي عنه (ص) : اذا دخلتم على المريض فنفّسوا له في الاجل ، فان ذلك لا يرد شيئا ، ولكنه يطيب النفس (٢).
والمراد بالتنفيس : التوسعة ، اي وسعوا له في الاجل ، واملوه بالصحة والسلامة ، كأن يقول له : لابأس عليك ، وستشفى ان شاء الله قريبا (٣).
وقد ذكر البعض : ان النبي (ص) كان ربما قال للمريض : « لابأس عليك طهور ان شاء الله » (٤).
عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، انه قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان يأكل العائد عند المريض ، فيحبط الله اجر عيادته (٥) .. ولماذا لا ..
__________________
(١) الطب النبوي لابن القيم ص ٩٢.
(٢) البحار ج ٨١ ص ٢٢٥ عن كنز الكراجكي. وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٨٥ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٩٦ ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٦٢ ، والطب النبوي لابن القيم ص ٩٢ ، وفي هامشه عن الترمذي وسنن الترمذي ج ٤ ص ٤١٢ ومصابيح السنة ج ٢ ص ٧٨ والبحار الزخار ج ٣ ص ٨٦ و ٨٧.
(٣) راجع : البحار ج ٨١ ص ٢٢٥ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٨٥.
(٤) الطب النبوي لابن القيم ص ٩٣ ، ومصابيح السنة ج ٢ ص ٧٦.
(٥) سفينة البحار ج ٢ ص ٢٨٥ و ٥٣٥ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٩٦ و ١٢٧ عن الجعفريات والدعائم. والبحار ج ٨١ ص ٢٢٨ وفي هامشه عن دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٨.