نعم .. لم يكتفوا (ع) بذلك .. وانما زادوا عليه اهتمامهم الظاهر ببيان ما يترتب على السواك من المنافع ، وما في تركه من المضار ..
وبديهي ان الشارع المقدس يهتم بالمحافظة على سلامة الانسان ، وحفظه في افضل الحالات ، واذا كان للسواك اثر كبير في ذلك ، فانه يكون مرغوبا ومطلوبا له تعالى بذاته ، حتى ولو لم يقصد به القربة ، ولا اتى به لاجل ماله من الاجر والثواب. واذا عرف الناس منافعه .. واذا كان هناك من لايريد الاقتداء بالمرسلين ، او لا رغبة لديه فيما فيه من الثواب .. فانه قد يفعله رجاء الحصول على مافيه من فوائد ومنافع ، وما يدفعه من مضار .. فان الانسان ـ بطبعه ـ محب لنفسه ، يهمه جدا دفع كل بلاء محتمل عنها ، وجلب كل نفع يقدر عليه لها .. وفي السواك الكثير الكثير مما يرغب فيه الراغبون ، ويتطلع اليه المتطلعون ، سواء بالنسبة لشخص الانسان وذاته ، او بالنسبة لعلاقاته بالاخرين من بني جنسه ..
وفي مقام الاشارة الى ما للسواك من المنافع الجليلة نجد الامام الباقر عليهالسلام يقول : « لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف » (١) .. وتقدم قوله (ص) لعلي : عليك بالسواك ، وان استطعت ان لا تقل منه فافعل .. فان ذلك. يعطينا : ان فوائد السواك تفوق حد التصور ، وان مضار تركه لاتقل اهمية في نظر الاسلام عن فوائد الاستمرار عليه ..
انه لمن المدهش حقا ان تؤدي بنا معرفة السواك الى ان نبيته معنا في لحاف!! .. مع ان احدنا حتى لو كان مصابا فعلا بمرض ، فانه لا يبيت الدواء معه
__________________
(١) ثواب الاعمال ص ٣٤ ، وعلل الشرايع ص ١٠٧ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٤ والوسائل ج ١ ص ٣٤٩ و ٣٥١ والبحار ج ٨٠ ص ٣٤٣ / ٣٤٤ وج ٧٦ ص ١٣٠.