هذا ... ولاهمية جامعة جنديشابور في النهضة الاسلامية ، نرى انه لابد من اعطاء لمحة عن هذه الجامعة الشهيرة ، فنقول :
تقع مدينة جنديشابور بين شوشتر وخرابات شوش في خوزستان (١).
ويظهر من كلام القفطي : انها كانت مركزا طبيا شهيرا من عهد شابور الاول ، وان الطب قد انتقل اليها من الروم (٢).
ويحتمل البعض ان مدرسة الطب فيها كانت قبل القرن الرابع او الخامس الميلادي (٣).
يقول القفطي : انه بعد ان انتقل اليها بعض الاطباء الروم مع ابنة ملكهم « ولما اقاموا بها بدؤا يعلمون احداثا من اهلها ، ولم يزل امرهم يقوى في العلم ، ويتزايدون فيه ، ويرتبون قوانين العلاج على مقتضى امزجة بلدانهم حتى برزوا في الفضائل. وجماعة يفضلون علاجهم وطريقتهم على اليونانيين والهند ؛ لانهم اخذوا فضائل كل فرقة ؛ فزادوا عليها بما استخرجوه من قبل نفوسهم! فرتبوا لهم دساتير وقوانين ، وكتبا جمعوا فيها كل حسنة ، حتى ان في سنة عشرين من ملك كسرى اجتمع اطباء من جند يشابور بأمر الملك ، وجرى بينهم مسائل واجوبتها. واثبتت عنهم. وكان امرا مشهورا. وكان واسطة المجلس : جبرئيل درستباذ ؛ لانه كان طبيب كسرى. والثاني : السوفسطائي واصحابه. ويوحنا ، وجماعة من الاطباء ...
وجرى لهم من المسائل والتعريفات ما اذا تأملها القارىء لها استدل على فضلهم وغزارة علمهم ... » (٤).
__________________
(١) راجع مقالا للدكتور محمد محمدي في مجلة الهادي سنة ٢ عدد ٢ بعنوان : جامعة جنديشابور وكتاب تاريخ طب در ايران ، ومعجم البلدان للحموي ، وغير ذلك.
(٢) تاريخ الحكماء ص ١٣٣.
(٣) هو الدكتور محمد محمدي في مقال له في مجلة الهادي سنة ٢ عدد ٢ ص ٥١ وهو بعنوان : جامعة جند يشابور.
(٤) تاريخ الحكماء ص ١٣٣.