عن الصادق عليهالسلام : « كل ذي صناعة مضطر الى ثلاث خصال يجتلب بها المكسب ، وهو ان يكون حاذقا بعمله ، مؤديا للامانة فيه ، مستميلا لمن استعمله (١) ».
وقد لوحظ : ان النبي (ص) يتحرى لمعالجة بعض من جرح من اصحابه اطب الرجلين ، اللذين دعيا لهذا الغرض (٢).
نعم ... وهذا هو المنسجم مع الفطرة ، ومع حكم العقل السليم ، والنصيحة للمسلمين ... ومن اولى منه (ص) بذلك ، وبغيره من مكارم الاخلاق ومعاليها؟
وبعد ... فقد قيل : ان الطب معناه الحذق بالاشياء ، وان كان في غير علاج المريض ، ورجل طبيب اي حاذق ، سمي بذلك لحذقه (٣).
٣ ـ واما الامانة واداؤها في المجال الطبي ، فهي من اوجب الامور ، لان الطب ـ كما قدمنا ـ مسؤولية شرعية ، عرفية ، اخلاقية ، انسانية ، وحتى عقلية ايضا ، هذا بالاضافة الى ما اشار اليه الامام عليهالسلام من ان اداء الامانة في الصنعة يوجب اجتلاب المكسب بها ... حيث يطمئن الناس اليه ، ويعتمدون عليه ، ويقبلون اليه بكل رضا واطمئنان ، كما هو واضح من ان يحتاج الى بيان.
وعدا عن ان النصح ، والاجتهاد ، وتقوى الله وظائف انسانية واخلاقية ، فانها وظيفة شرعية ايضا ـ وخصوصا في الطب ـ فعن علي عليهالسلام انه قال :
__________________
(١) تحف العقول ص ٢٣٨ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٦.
(٢) موطأ مالك المطبوع مع تنوير الحوالك ج ٣ ص ١٢١ ، وزاد المعاد ج ٣ ص ١٠٧ ، والطب النبوي لابن القيم ص ١٠٥.
(٣) الطب النبوي لابن القيم ص ١٠٧ / ١٠٨.