نسي ، ثم ظهر على اساس هؤلاء لدى غيرهم ؛ فنسب اليهم اختراعه ، او اكتشافه (١).
هذا ... وثمة رأي آخر يقول : ان صناعة الطب مبدؤها الوحي والالهام ، وقد قال الشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية :
« الطب صحيح ، والعلم به ثابت ، وطريقه الوحي ، وانما أخذه العلماء به عن الانبياء ، وذلك انه لا طريق الى علم حقيقة الداء الا بالسمع ، ولا سبيل الى معرفة الدواء الا بالتوفيق ... الخ (٢) » ... هذا ... وقد ذكروا لهذا القول دلائل وشواهد ، لا مجال لايرادها هنا ؛ فمن ارادها فليراجعها في مظانها (٣).
اما نحن ... فنرى : ان الطب قد وجد منذ وجد الانسان على وجه هذه الارض ، فمنذ ذلك الحين عانى من الداء ، فوفق بالهام من الله الى كثير من الامور التي يمكن ان تعتبر دواء ...
كما اننا نرى : ان كثيرا من المعالجات. وان كانت قد جاءت عن طريق ارشادات الانبياء عليهمالسلام للناس اليها ، كما قاله الشيخ المفيد ... الا انه ليس كله كذلك ، بل فيه ما جاء عن طريق التجربة ايضا ،. او الصدفة ، او الفكر والملاحظة ، بعد الاطلاع على طبائع بعض الاشياء ، كما هو مشاهد وملموس ... ولعلنا يمكن ان نجد لدى ابن ابي اصيبعة بعض الميل الى هذا الرأي (٤) ، وان كان قد عبر في اول كلامه عن صعوبة الجزم برأي ما ، في هذا المجال ...
ان الذي يراجع تاريخ الشعوب والامم الخالية يجد : انه قد كان ثمة صلة
__________________
(١) راجع عيون : الانباء ص ٢٧ ط سنة ١٩٦٥ وطب الامام الصادق ص ٥ ـ ٦.
(٢) البحار ج ٦٢ ص ٧٥.
(٣) راجع على سبيل المثال : عيون الانباء ص ١٣ ، فما بعدها والبحار ج ٦٢ ص ٧٥ وطب الامام الصادق ، حديث الاهليلجة ص ٤٣ ـ ٥٠ عن البحار ...
(٤) راجع ، عيون الانباء ص ١٧ ـ ٢٦. ط سنة ١٩٦٥.