وسائر الصفات الذميمة عن روحه ونفسه ، ولا يعود يعاني من عقدة الاحتقار والمهانة ، والخوف ، وذلك واضح لا يحتاج الى مزيد بيان.
واذا كان الطبيب متخصصا في امراض العين مثلا ، فليس له ان يتصدى للنظر في امراض القلب ، وكذا العكس ، لانه جاهل في حقيقة الامراض التي تعرض من هذه الجهة ، فيلحق بالجهال من الاطباء ، الذين على الامام ان يحبسهم اذا ارادوا التصدي للتطبيب في مجال يجهلونه.
وكذلك فانه يكون من القول بغير علم ، الذي جاءت الايات الكثيرة ، والاقوال المتواترة عن المعصومين في المنع والردع عنه (١) ، وذلك واضح للعيان فلا يحتاج الى مزيد بيان ، ولا الى اقامة برهان.
وقد جاء في القسم المنسوب الى ابقراط : « واحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ، ولا اشق ايضا عما في مثانته حجارة ، ولكن اترك ذلك الى من كانت حرفته هذا العمل (٢) ».
١ ـ و ٢ ـ فالطبيب الحاذق هو الذي يستطيع ان يؤدي واجبه على النحو الاكمل والافضل ، وهو بالتالي الذي يكون خطؤه اقل ، واستفادة المريض من خبراته اتم ، ومنفعته اعم .. وهو اقدر على الحصول على ثقة المريض ، واعتماده عليه ، وتسليمه له ... الامر الذي يسهل عليه علاجه ، كما انه يسهل على المريض الالتزام بنصائحه ، والعمل يتوجيهاته.
بل ان على الطبيب نفسه ان يسعى للحصول على هذه الثقة ، كما يشير اليه ما روى
__________________
(١) راجع على سبيل المثال : البحار ج ٢ من ص ١١١ حتى ص ١٢٤ وغيره من المصادر.
(٢) عيون الانباء ص ٤٥.