ويذكر كوستاف لوبون : ان كتاب الملكي قد ترجم سنة ١١٢٧ وطبع في سنة ١٥٢٣ م (١).
كما ان كتاب الحاوي للرازي قد ترجم الى اللاتينية ، وطبع مرارا « يستعمل ككتاب مدرسي في المعاهد الطبية الاوربية ، ان علم الرازي وفضله على العلوم الطبية يرفعان من قدره ، ويجعلانه يحتل مرتبة بين عظماء المفكرين الخلاقين في اوربا الوسيطة .. » (٢).
وعلى كل حال .. فان كتب الرازي قد بقيت مدة طويلة جزءاً من الكتب الدراسية حتى القرن السابع عشر. وكذلك كتب ابن سينا ، ويوجد بها فرمان لمدرسة دار الفنون مؤرخ في سنة ١٦١٧ ميلادية (٣).
ولم يقتصر الامر على كتاب الحاوي من مصنفات الرازي ؛ بل ان اكثر مصنفاته قد ترجمت الى اللاتينية وطبعت مرارا ابتداء من سنة ١٥٠٩ ميلادية (٤).
اما كوستاف لوبون فقد اجمل ما تقدم بقوله : « لقد ترجمت كتب ابن سينا الى مختلف لغات الدنيا ، وبقيت حوالي ستة قرون تعتبر اصول ومباني الطب ، كما ان مدارس الطب ، وخصوصا دار الفنون في فرنسا وايطاليا كانت تقتصر على تدريس كتبه ، ولم يمض خمسون سنة ، على خروج كتبه من الدراسة في فرنسا ..
ولايقصر عن ذلك اهتمام الاروبيين بكتب الرازي ترجمة وتدريسا. وهناك كتب ابن رشد الطبية التي طبعت مرارا في اوربا ، كذلك كتاب علي بن عباس ...
واكثر من ذلك ، فان كل الجراحين الذين جاؤا بعد القرن الرابع عشر للميلاد قد اعتمدوا ـ كما يقول هالر ـ على كتب الزهراوي الاندلسي ( المعروف
__________________
(١) تمدن اسلام وعرب ص ٦١١.
(٢) راجع : موجز تاريخ الشرق الادنى ص ١٩٣.
(٣) راجع : تمدن اسلام وعرب ص ٦١٠.
(٤) المصدر السابق ...