قد اشرنا فيما سبق الى انه قد كان في زمن النبي صلىاللهعليهوآله بعض المعاريف من الاطباء آنئذ ، والى بعض معارفهم ، ونزيد هنا :
ان قوماً من الانصار قالوا : يا رسول الله. ان لنا جاراً يشتكي بطنه ، افتأذن لنا ان نداويه؟ قال (ص) : بماذا تداوونه؟ قالوا : يهودي هاهنا يعالج من هذه العلة ، قال : بماذا؟ قالوا : بشق بطنه ، فيستخرج منه شيئاً ، فكره ذلك رسول الله (ص) ولم يجبهم ، فعاودوه. مرتين او ثلاثا ، فقال : افعلوا ماشئتم ، فدعوا اليهودي فشق بطنه ، ونزع منه رجراجا كثيرا ، ثم غسل بطنه ، ثم خاطه وداواه ، فصح ... واخبروا النبي بذلك ، فقال : ان الذي خلق الادواء جعل لها الدواء ... الخ (١).
وعن ابن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال : سألته عن الرجل ينفصم سنه : ايصلح له ان يشدها بذهب؟ وان سقطت ، ايصلح ان يجعل مكانها سن شاة؟ قال : نعم ، ان شاء ، ليشدها بعد ان تكون ذكية ... وعن الحلبي ، عنه عليهالسلام مثله (٢). وعن زرارة ، عن ابي عبد الله عليهالسلام ، قال : سأله ابي وانا حاضر ، عن الرجل يسقط سنه ، فيأخذ من اسنان ميت ، فيجعله مكانه ، قال : لا بأس (٣).
وقد تقدم : انه (ص) قد امر الضحاك بأن يتخذ انفا من ذهب ... وتقدم : ان الحارث بن كلدة ـ وقد اختلف في اسلامه ـ قد الف كتابا في الطب.
وفيما عدا ذلك ، فاننا لا نجد في القرن الاول الهجري ، بل ... وحتى مطلع
__________________
(١) البحار ج ٦٢ ص ٧٣ ، وطب الامام الصادق عليهالسلام ص ١٦ كلاهما عن دعائم الاسلام.
(٢) البحار ج ٦٦ ص ٥١ / ٥٢ عن مكارم الاخلاق ص ١٠٩.
(٣) المحاسن للبرقي ٦٤٤ والبحار ج ٦٦ ص ٥٠ و ٥٤٠ عنه وعن مكارم الاخلاق ص ١٠٩.