تنسجم مع ما اخبر عنه المعصومون بالنسبة لدرجات القرب ، والرحمة والغفران للمريض ، ولكل من يقوم بخدمته ، او يسعى لعيادته. كما سنشير اليه ان شاء الله تعالى ...
٣ ـ وبعد هذا ... فلا بد من توفير عنصر الهدوء في المستشفيات ، فلا ضجة ، ولا ضوضاء فيها ... الامر الذي يستدعي اضجار المريض ، وازعاجه وتبرمه ، وهو من احوج الناس الى الراحة والطمأنينة ، هذا بالاضافة الى وجوب توفر عنصر الرحمة له ، واللطف به ، فلا يصح اثارة عواطفه ولا اغضابه ...
وقد ورد عن ابي عبد الله الصادق عليهالسلام قوله : « ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج ، والغازي ، والمريض ؛ فلا تغيظوه ، ولا تضجروه ». او « ولا تزجروه » (١) وقد ورد في القرآن الكريم الامر بغض الصوت على لسان لقمان في نصائحه لابنه :.
« واغضض من صوتك ، ان انكر الاصوات لصوت الحمير » (٢).
وقد نعى القرآن ايضا على الذين يرفعون اصواتهم فوق صوت النبي (ص) .. ويستفاد هذا المعنى ـ اي حسن غض الصوت ـ من آيات اخرى كذلك ...
يقول الدكتور باك نجاد رحمه الله تعالى : « لقد اثبتت التجارب على الحيوان ان الضجيج يزيد من حساسيتها تجاه الميكروب ، ويوجب مرض الكلى ، وقرحة المعدة ، بل يوجب الموت العاجل سواء بالنسبة للانسان ، او بالنسبة لغيره » (٣).
ويقول : « قد ثبت لدى العلماء : ان السبب في ازدياد تناول الاقراص المهدئة للاعصاب هو الضجيج الناشىء عن الكثافة السكانية ، وبالخصوص ؛ فان وجود العمارات
__________________
(١) اصول الكافي ط المكتبة الاسلامية ج ٢ ص ٣٦٩ ، والبحار ج ٨١ ص ٢٢٥ عن عدة الداعي ، والوسائل ج ٢ ص ٦٣٧ وج ٤ ص ١١٦٢ عن اصول الكافي.
(٢) لقمان ١٩.
(٣) اولين دانشكاه وآخرين بيامبر ج ١٥ ص ١٦٢.