كانت ، ثم تهيئة الاجواء الملائمة والمناسبة للاتجاه بالمريض نحو الصحة والسلامة .. لايمكن ان يكون سهلا وميسورا كما ربما يبدو لاول وهلة ، بل هو امر صعب يحتاج الى معاناة ، والى جد وعمل ومثابرة ... ونحن في مجال اعطاء لمحة عامة عن بعض المواصفات التي تقدمت ، والتي ينبغي توفرها في المستشفيات من وجهة نظر اسلامية .. نشير الى النقاط التالية :
١ ـ انه لابد وان يكون المستشفى في الموضع الذي تشتد فيه حاجة الناس اليه ، ويمكن ان نفهم هذا ورجحان تكثير المستشفيات او الاستعاضة عنها بالمستوصفات العامة في الاماكن المختلفة ، من الرواية المتقدمة في آخر الفصل السابق ، والتي يأمر فيها لقمان ابنه ، بحمل الادوية معه في السفر ، حتى اذا احتاج احد المسافرين اليها ؛ فانها تكون في متناول يده ، الامر الذي يعكس مدى اهتمام الاسلام بصحة الناس وسلامتهم البدنية ...
كما اننا يمكن ان نستفيد من ذلك : ان الاسلام يريد تعميم الطب ، وتيسير الوصول اليه والحصول عليه لكل احد ، في كل وقت ، ودون مشقة ..
ولا بد وان نفهم من ذلك ايضا : ان الشارع يهتم في ان لا يكون في المستشفيات اية تعقيدات ادارية تعيق المراجعين عن الوصول الى الطبيب والى الدواء بالسرعة الممكنة ..
٢ ـ كما ان بعض ما تقدم وما سيأتي يجعلنا نبادر الى القول : بأن المستشفيات لابد وان تخلو من كل ما يوجب سخط الله سبحانه وتعالى ، والحرمان من رحمته وغفرانه ، لان المريض يعيش الحالة التي هي رحمة الهية ، وكرامة ربانية ، ومن موجبات زكاة النفس ، والطهارة من الذنوب ، كما صرحت به الروايات الكثيرة التي لا مجال لنقلها هنا ... هذا من الناحية السلبية.
ومن الناحية الايجابية فانه لا بد وان تتوفر في هذه المستشفيات حالة روحية